”وفرة الأحساء“.. 150 عربة طعام تحول ”الشتوية“ إلى كرنفال سياحي خليجي

يشهد مخطط الوفرة جنوب مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء، والمخصّص لعربات الأطعمة (الفود ترك) والتي يتجاوز عددها 150 عربة، إقبالًا واسعًا من الزوار من أهالي الأحساء ومن مختلف مناطق المملكة ودول الخليج والسياح.

ويأتي ذلك لما يتميز به الموقع من جذب تفاعلي ومجتمعي موسمي، بفضل الابتكار في تصاميم العربات، والجلسات الجاذبة المزوّدة بعناصر الترفيه، إلى جانب التنوع في المأكولات والأطباق، خاصة الأحسائية الشعبية، وتعدد أصناف المشروبات وسط أجواء شتوية مشجعة وجاذبة، وتواجدت «اليوم» في الوفرة ورصدت خلال جولتها الإقبال الكبير من الزوار.

جلسات بلمسات تراثية

أوضح خالد القحطاني، صاحب إحدى عربات الفود ترك، أنهم يقدّمون للزوّار مجموعة من المأكولات الشعبية، خصوصًا الأكلات الأحسائية التي يفضّلها السياح في هذا الموقع الشتوي الذي يشهد تجمعات موسمية سنوية تستقطب العائلات والأطفال والشباب.
وبيّن القحطاني أن المكان يشهد ازدحامًا مع دخول موسم الشتاء، موجّهًا شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء على دعمه، وللجهات الحكومية على جهودها في تهيئة الموقع.
وأضاف أن فريقه يقدّم المشروبات الساخنة والجلسات المهيّأة بلمسات تراثية مستوحاة من تراث الأحساء والديكور البدوي الشتوي باستخدام بيوت الشعر وخامات الصوف، وهو ما جذب أعدادًا كبيرة من الزوار.

وذكر عبدالهادي المحمد أن عربته تقدّم مجموعة واسعة من المشروبات مثل الشاي والقهوة والكرك، إلى جانب السناكات والأكلات الثقيلة.
وأشار إلى تميزهم في تقديم لحم الحاشي الطازج عبر وجبات كباب الحاشي وشاورما الحاشي وبرجر الحاشي، والتي تُعدّ جميعها طازجة داخل العربة.
وأضاف أنهم يقدمون أيضًا ورق العنب والسينابون والسمبوسة والذرة والبليلة، مبينًا أن الإقبال كبير جدًا، وأن ساعات استقبال الزوّار تمتد من بعد صلاة المغرب حتى الثالثة فجرًا، ما يجعل الموسم الشتوي ناجحًا بكل المقاييس.

أكلات شعبية

وأشار شعيل المري، صاحب عربة فود ترك، إلى أن موسم «الوفرة» انطلق قبل نحو شهر ونصف، وأن الاسم أصبح مرتبطًا بالأجواء الشتوية التي تتسم بالخيام والأكلات الموسمية.
وقال إن الوفرة تحولت إلى متنفس واسع للعائلات والشباب؛ إذ تتواجد العائلات من بعد العصر حتى منتصف الليل، بينما يبدأ حضور الشباب من الثامنة مساءً وحتى ساعات الفجر.
وأوضح المري أنه يقدّم أربعة أصناف من الشاي: الشاي التقليدي، والشاي الجداوي، والشمالي، والكرك بأنواعه العدني والعادي والإماراتي، إضافة إلى السحلب، كما توجد أسر منتجة تقدّم أكلات شعبية مثل الجريش والهريس واللقيمات وكرات البطاطس، إلى جانب خبز المسح.

مهرجان عائلي

وبيّن محمد خزعل، مشرف إحدى عربات الفود ترك، أنهم حرصوا على تحويل موقع الوفرة إلى مهرجان عائلي متكامل من خلال توفير الأسواق الشعبية والجلسات التراثية وتقديم الأكلات الشعبية، الأمر الذي ساهم في جذب أعداد كبيرة من العائلات والزوار.
وأضاف مشعل الشمري، صاحب عربة فود ترك، أنهم يعملون في موسم «شتوية الوفرة» ويتميزون بتقديم الشاي والكرك والأكلات الشعبية، ومن أبرزها الكراعين بالطريقة الأحسائية التي تقدّم مع الخبز الأحمر، إضافة إلى الجريش والهريس.
وقال إن كل فود ترك يقدم لمسته الخاصة، مما يخلق منافسة جميلة تعود بالنفع على الزوار الذين يأتون من داخل المملكة وخارجها، خاصة من دول الخليج والوطن العربي.

مشاركة الأسر المنتجة

وذكر هيثم علي، عامل في عربة فود ترك، أن الإقبال كبير على المأكولات والمشروبات التي تعمل عليها الأسر المنتجة داخل البيوت، ومنها الخبز، والعصيدة، والذرة، والبليلة، والساقو، والحلويات.
كما تقدّم مشروبات مميزة مثل الليمون بالدارسين، والزعتر، والكركديه، والرمان، والأناناس بالزنجبيل الأخضر والنعناع.
وقال جعفر الحربي إنه حرص على استثمار فترة تقاعده في إنشاء فود ترك يعمل خلال الموسم الشتوي الذي يشهد إقبالًا كبيرًا، موضحًا أنه يقدم مشروبات ساخنة مثل الشاي والكرك، ومشروبات باردة مثل الموهيتو والكركديه والعصائر، إضافة إلى مأكولات تشمل سمبوسة الدجاج والجبن، والشباتي، والبطاطس، والمكسرات.

واجهة سياحية مميزة

وأشار محمد المري، صاحب عربة فود ترك، إلى أن الوفرة أصبحت واجهة سياحية مميزة في الأحساء، وأسهمت بشكل كبير في تنشيط الحركة الاقتصادية.
وقال إن الموقع يجذب الأهالي من داخل الأحساء وخارجها، إضافة إلى الزوار من دول الخليج، خاصة خلال الإجازات الأسبوعية وأيام منتصف الأسبوع.
وأضاف أن مجال الفود ترك أصبح مصدر رزق للعديد من الشباب، سواء العاطلين أو العاملين، خاصة مع توفر بنية جاهزة من جلسات وخيام تسمح لكل صاحب فود ترك بتقديم ما يميّزه.
وأوضح الشيف فؤاد السويعي أنه يتخصص في إعداد «الكبدة الشتوية» التي تُعد من أبرز الأكلات المفضلة لدى الزوار في هذا الموسم. وقال إنه يستخدم خلطة خاصة من البهارات ويعدّ كميات كبيرة لتلبية الإقبال المتزايد، مشيرًا إلى جمال المكان والتنظيم المميز.

إشادات الزوار

وأعرب الزائر محمد العتيبي عن إعجابه بالإقبال الكبير الذي يشهده موقع الوفرة، مؤكدًا أن الأجواء الباردة مع وجود عربات الفود ترك والفعاليات والديكورات المختلفة توفر فرصة رائعة لقضاء وقت ممتع مع الأقارب.
وبيّن عبدالرحمن العتيبي، الذي قدِم من الكويت، أنه حرص على زيارة الوفرة نظرًا لأجوائها الجميلة وتنوع عربات الفود ترك التي تقدم المأكولات والمشروبات مثل الكرك والكركديه وأنواع الخبز، مؤكدًا أن المكان يشهد حضورًا كبيرًا للزوار الخليجيين.
وقال عبدالله اليامي إن الوفرة تُعد أحد أجمل المواقع في الأحساء، وتتميز بأجوائها الشتوية التي تشبه الكشتات البرية ولكن بأسلوب أكثر ترتيبًا وتنظيمًا، موضحًا أنه يحرص على زيارتها برفقة زملائه للاستمتاع بالشاي والذرة والسحلب وسط جلسات متنوعة تناسب الجميع.