مستشار اجتماعي: الذكاء الاصطناعي ”طبيب وهمي“ يضلل المرضى ويهدد الصحة

حذّر ورئيس مجلس إدارة جمعية العلاج الآمن والمستشار الاجتماعي، طلال الناشري، من الاعتماد المفرط على تقنيات الذكاء الاصطناعي ومصادر الإنترنت في تشخيص الأمراض، مؤكداً أن هذه الأدوات، رغم كونها مصدرًا معرفيًا متقدمًا يسهم في رفع الوعي الصحي، لا يمكنها أبدًا أن تحل محل الخبرة السريرية والمعرفة العميقة التي يمتلكها الأطباء المختصون.

وشدد الناشري على أن التشخيص الطبي عملية معقدة تتطلب الجمع بين العلم والخبرة العملية، وهو ما تفتقر إليه الخوارزميات الرقمية.

وأشار لـ ”اليوم“ إلى أن الاعتماد على المعلومات الرقمية لاتخاذ قرارات علاجية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها إرباك المريض وتضليله بمعلومات متضاربة أو غير دقيقة، مما قد يؤخر حصوله على الرعاية المناسبة.

وسواس مرضي

تطرق الناشري إلى الجانب النفسي، موضحاً أن الإفراط في البحث عن الأعراض عبر الإنترنت قد يثير قلقاً لا مبرر له، ويزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس المرضي نتيجة تضخم المخاوف.
وأبرز هنا الدور المحوري للأسرة والمجتمع في تقديم الدعم النفسي، وتشجيع الأفراد على استشارة المختصين بدلاً من محاولة التشخيص الذاتي الذي قد يزيد من الضغوط النفسية.

الصحة الوقائية

دعا الناشري إلى ضرورة تعزيز مفهوم ”الصحة الوقائية“ في المجتمع، من خلال تشجيع إجراء الفحوصات الطبية الدورية والاعتماد على المصادر الصحية الرسمية والموثوقة، مذكّرًا بأن الوقاية تظل دائمًا الخيار الأفضل.
وأكد أن الاستخدام المتوازن للتكنولوجيا هو المفتاح؛ فبينما قد يسلب الانغماس الزائد في البحث راحة البال، فإن الاستخدام الواعي يجعل من الذكاء الاصطناعي أداة قيمة للتثقيف الصحي.
وشدد الناشري على أهمية تكامل الجهود بين المؤسسات الإعلامية والصحية لإطلاق حملات توعية فعالة، تهدف إلى بناء جيل يدرك بوضوح الحدود الفاصلة بين دور التقنية كأداة مساعدة، والدور الأساسي للطبيب الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

نصائح جوهرية

قدم مجموعة من النصائح الجوهرية، داعياً إلى مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض، والتعامل بحذر مع المحتوى الطبي الرقمي، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لزيادة الوعي فقط، وليس لاتخاذ القرارات العلاجية، مع ضرورة الحفاظ على التوازن بين الحياة الرقمية والواقعية لتعزيز الصحة النفسية والاجتماعية.