الأكثر-عرضة-للهجمات.-لماذا-فقدت-أوروبا-حماية-الأمن-السيبراني؟

الأكثر عرضة للهجمات.. لماذا فقدت أوروبا حماية الأمن السيبراني؟

في تحول لافت لمشهد الأمن السيبراني العالمي، لم تعد أوروبا المنطقة المرفهة مقارنة بالهجمات السيبرانية، بل أصبحت من بين أكثر المناطق عرضة للخطر.
وبحسب تحليل نشرته TechRadar Pro، فإن القارة الأوروبية قد تحولت في غضون سنوات قليلة من منطقة منخفضة المخاطر إلى ساحة تضم هجمات متصاعدة تستهدف الحكومات والشركات والبنى التحتية الحيوية.
فلم تعد أوروبا “منطقة آمنة” من الناحية السيبرانية، بل أصبحت اليوم أحد أكثر المناطق تعرضًا للهجمات الرقمية، من التجسس والترهيب إلى الابتزاز والتخريب.
ولجأت الحكومات والمؤسسات إلى تشديد القوانين، لكن القرار لم يعد حماية فقط، بل إعداد للمرونة والاستجابة أمام التهديدات المتزايدة، على كل منظمة أن تتعامل مع الأمن الرقمي باعتباره جزءًا من أمنها القومي واستمراريتها التشغيلية.

أوروبا أصبحت هدفًا رئيسيًا

وفق التقرير، تواجه بعض الدول الأوروبية معدلات هجوم سيبراني عالية جدًا، على سبيل المثال، تتعرض بولندا إلى نحو 300 محاولة هجوم يوميًا من قِبل قراصنة روس منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

كما تُركز الهجمات على البنية التحتية الحيوية، مثل منشآت الطاقة والمواني، ما يحول الأمن السيبراني إلى مسألة أمن قومي وليس شكلا من أشكال الحماية التقنية فقط.

وأصبح معدل إصابة البرمجيات الخبيثة (malware) في أوروبا 3 إلى 4 مرات أعلى من الولايات المتحدة، حسب تقرير OpenText Cybersecurity لعام 2025.

مشاهد التهديد السيبراني

يتحول المشهد من تهديدات سطحية إلى هجمات مركزة تتضمن تسريب بيانات، ابتزاز، وتجسس صناعي. مثلًا، حمل هجوم “Warlock” ضد Colt Technology Services في أوروبا نموذجًا جديدًا، إذ استولى على مفاتيح تشفير وهدد بنشر بيانات، بدلًا من مجرد تشفيرها.

المجموعات المدعومة من دول – مثل روسيا – صرحت بأنها نفذت أكثر من 6,600 هجومًا منذ 2022، و96% من هذه الهجمات استهدفت أوروبا مباشرة.

تشديد التشريعات الأوروبية

الاتحاد الأوروبي أطلق توجيهات وتشريعات مثل:

NIS2 Directive التي تشدد متطلبات الأمن السيبراني عبر 18 قطاعًا حيويًا.

DORA (Digital Operational Resilience Act) التي دخلت حيز التنفيذ في يناير 2025، وتركز على القطاع المالي وإدارة المخاطر التقنية لدى الموردين.

لكن التنفيذ لا يزال متفاوتًا، وتظل بعض القطاعات كالرعاية الصحية والنقل، أقل جاهزية.

من الحماية إلى المرونة

التقرير يؤكد أن الاستراتيجية التقليدية “منع الهجوم” لم تعد كافية، بل أصبح التركيز يتحول نحو المرونة السيبرانية (Cyber Resilience): أي قدرة المنظمة على البقاء تعمل في أثناء وبعد الهجوم.

ومن الممارسات الفعالة: محاكاة الهجمات (tabletop exercises)، تقسيم الشبكات إلى مناطق، مراقبة الدخول، وخطط الاستجابة الفورية.

لماذا أوروبا؟ أبرز الأسباب

– الجغرافيا السياسية: القرب من النزاع الروسي – الأوكراني جعل أوروبا ساحة هجمات داعمة للجهات المقرصنة.

– الاعتماد الكبير على سلاسل التوريد والرقمنة التي تزيد من سطح الهجوم.

– تراكم التأخر في تحديث الحماية لدى القطاعات الأصغر (SMBs) التي تشكل هدفًا سهلًا.

– ضغط التنظيم: مع تشديد التشريعات، أصبح الهدف ليس فقط اختراق منظمة، بل تحقيق أثر إعلامي أو تنظيمي أكبر.

صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *