عاجل: ابتكار سعودي يرى النور.. “طيارة هجينة” تجمع بين التحليق والزحف

نجحت أبحاث أقيمت في المملكة من ابتكار مركبة تجمع بين قدرة الطائرة المسيّرة على التحليق وقدرة الروبوت الأرضي على التنقل في البيئات المعقدة.
وبعد سلسلة من التجارب استمرت لسنوات، وبدعمٍ من منظومة البحث والتطوير في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ( كاوست )، في أن ترى النور والتطبيق الفعلي في محطات أرامكو.

ووقّعت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) وأرامكو السعودية اتفاقية ترخيص ملكية فكرية لتقنية المركبة الجوية بدون طيار الهجينة (HUCT)، وهي طيّارة روبوتية قادرة على التحليق والزحف في آنٍ واحد، لتجعل من فحص المنشآت الصناعية عملية أكثر دقة وأمانًا من أي وقت مضى.

قصة الطيارة الهجينة

وبدأت قصة “الطيّارة الهجينة” في مختبرات كاوست، حين اجتمع فريق من الباحثين والمهندسين السعوديين والدوليين على هدفٍ واحد: ابتكار مركبة تجمع بين قدرة الطائرة المسيّرة على التحليق وقدرة الروبوت الأرضي على التنقل في البيئات المعقدة.
وبعد سلسلة من التجارب استمرت لسنوات، وبدعمٍ من منظومة البحث والتطوير في الجامعة، أبصرت تقنية HUCT النور.

هذه المركبة لا تكتفي بالطيران، بل تستطيع أيضًا التحرك على الأسطح والجدران والأنابيب، والزحف في الأماكن الضيقة، لتصل إلى مواقع لا يمكن للبشر أو الطائرات التقليدية بلوغها.
بذلك، تشكّل نقلة نوعية في عمليات الفحص والمراقبة في المنشآت الصناعية مثل المصافي وخطوط الأنابيب ومنشآت الطاقة.

طريق الابتكار السعودي

مع توقيع الاتفاقية الجديدة، ستتولى أرامكو السعودية تطوير التقنية وتطبيقها ضمن أعمالها التشغيلية، بما يعزز من كفاءتها وموثوقية عملياتها في مجالات الطاقة والصيانة والسلامة.

وترى الشركة في هذا التعاون نموذجًا مثاليًا للشراكة بين البحث العلمي والتطبيق الصناعي، إذ يتيح تحويل الأفكار الأكاديمية إلى حلول عملية تدعم الاستدامة وكفاءة الطاقة وتقليل المخاطر التشغيلية.

وراء هذا الابتكار تقف مجموعة من الباحثين الشباب من كاوست وأرامكو، من بينهم خريجون من كاوست يعملون اليوم ضمن منظومة البحث والتطوير في أرامكو، ما يعكس الدور المتنامي للجامعة في تخريج كوادر علمية تسهم فعليًا في الصناعة الوطنية.

ويشير هذا التعاون إلى أن خريجي كاوست لم يعودوا مجرد علماء في المختبرات، بل باتوا شركاء في صياغة مستقبل التقنية السعودية.

أرامكو: سلامة أعلى وتقنيات أذكى

قال علي عبدالله المشاري، النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في أرامكو السعودية “نفخر بالتعاون مع كاوست، فهذه الشراكة تجسّد جهودنا في الاستفادة من الخبرات الأكاديمية والتميز العلمي لدفع عجلة الابتكار.
وتمثل تقنية (HUCT) نموذجًا لهذا التعاون، إذ تتيح لنا تعزيز سلامة وموثوقية الأصول في أعمالنا الأساسية، ومن خلال حلول الروبوتات والاستشعار، أصبح بإمكاننا فحص المنشآت والمرافق المرتفعة بطريقة أكثر أمانًا وكفاءة، بما يقلل المخاطر ويعزز كفاءة الطاقة ومعايير الصحة والسلامة والبيئة.”

وأضاف أن هذا النوع من الشراكات لا يقتصر على تبادل الخبرات، بل يؤسس لمستقبلٍ يعتمد على الروبوتات الذكيةوالتقنيات المستدامة في خدمة الاقتصاد الوطني.

صياغة مستقبل الابتكار

من جانبه، قال الدكتور إيان كامبل، نائب الرئيس الأعلى لمعهد التحول الوطني في كاوست: ” تعكس هذه الاتفاقية التزام كاوست بتقديم حلول ذات أثر وطني ملموس، وتؤكد نجاح نموذجنا في نقل الابتكار إلى السوق، وهي أيضًا دليل حيّ على الدور الحيوي لخريجينا الذين يسهمون اليوم في صياغة مستقبل الابتكار من داخل مؤسسات عالمية كبرى مثل أرامكو السعودية.”

ويعد معهد التحول الوطني في كاوست أحد المراكز البحثية التي تركّز على الروبوتات والذكاء الاصطناعي والاستدامة، وهي مجالات تمثل قلب “اقتصاديات المستقبل” التي تراهن عليها رؤية السعودية 2030.

تأتي هذه الاتفاقية في إطار استراتيجية كاوست وأرامكو للتقنية والابتكار، التي تهدف إلى توسيع نطاق الشراكات الأكاديمية الوطنية وتعزيز نقل المعرفة من المختبر إلى السوق، بما يدعم بناء اقتصاد معرفي مستدام يقوده الابتكار السعودي.