التغييرات المتكررة تقتل الطموحات
دوما ما يكون المدرب لأي ناد أو منتخب كبش الفداء عند تراجع أداء الفريق، دون النظر إلى نتائج كثرة التغييرات المتكررة خلال الموسم الرياضي، سواء كانت على صعيد المدربين أو اللاعبين، سواء محليين أو أجانب، وعدم إدراك أن هناك عوامل عدة خلف النجاح أو الفشل في الموسم الرياضي، وأن الاستقرار الفني لا يتعلق بالمدرب وحده، وإنما هناك أمور عدة يجب توافرها لخلق الاستقرار الفني والانسجام داخل الفريق أو النادي كمنظومة عمل واحدة.
المدرب الأهم
من أهم عوامل الاستقرار الفني لأي منتخب أو ناد هو استمرار المدرب وجهازه الفني أكبر فترة ممكنة، لأنه يؤدي إلى إلمام المدير الفني بكل تفاصيل المنافسات، وإمكانات لاعبيه، وهو ما يمنحه وقتا أطول للتعرف جيدا على الأسلوب الأنسب الذي يمكن أن يطبقه لاعبوه، ويصطاد به منافسيه. كما أنه سيتعرف بشكل كبير على النواقص الفنية التي يحتاج فريقه إلى سدها بتعاقدات جديدة أو تصعيد لاعبين شبان للمرحلة السنية المتقدمة، أو إيجاد الحلول المناسبة عن طريق الأدوات المتوافرة لديه.
وهذا يعني أن كثرة تغيير المدربين وإقالة الجهاز الفني قبل منحه الوقت الكافي يعدان من أبرز عوامل الهدم التي تؤثر على مستويات الفرق الكروية، إذ إن أي جهاز فني جديد يتم التعاقد معه سيكون بحاجة لوقت كافٍ، وربما يكون طويلا، حتى يُمكنه التعامل بشكل جيد مع الأدوات التي يملكها من لاعبين، سواء كانو أساسيين أو بدلاء.
وقت كافٍ
لا يقل استمرار اللاعبين مع أنديتهم فترات طويلة أهمية عن استقرار الجهاز الفني، إذ إن كثرة تغيير اللاعبين مع كل فترة تسجيل سيكون له دوره العكسي على أداء المجموعة، فاللاعبون يختلف تأقلمهم مع المجموعة من لاعب إلى آخر، فهناك لاعبون يتأقلمون بشكل سريع مع الأجواء الجديدة، بينما البعض الآخر، وربما الأغلبية، يكونون بحاجة إلى وقت أطول من أجل التأقلم، والتعرف على المنافسات التي يشاركون فيها، والدخول في أجواء المجموعة. لذا فإن الحكم المبكر على مستويات اللاعبين الجدد لن يكون مجديا على الإطلاق، بل يعد تعاملا خاطئا مع اللاعبين من قِبل الأجهزة الفنية والإدارية، والأمر من ذلك هو التعامل الجماهيري السلبي بكثرة المطالبات بإلغاء عقود اللاعبين مع أول إطلالة. وما يزيد من الطين بلة أن بعض إدارات الأندية تسارع بشكل كبير نحو تلبية طلبات الجماهير، بينما يتوجب عليها عدم التسرع في الحكم على اللاعب، وتأخير ذلك إلى أن ما بعد منحه الفترة الكافية من أجل إخراج كل ما لديه من إمكانات، ومن ثم الأخذ برأي المدرب، ومدى حاجته للاعب من عدمه.
انسجام ودعم
العنصر الثالث الذي يقود إلى الاستقرار داخل الأندية، وتحديدا الفني، هو قدرة الجهاز الفني ولاعبيه والأجهزة الإدارية على تشكيل منظومة عمل منسجمة ومتجانسة، تعمل وفق رؤية واضحة، وإستراتيجية محددة من قِبل بداية الموسم الكروي أو المنافسات المختلفة، فالانسجام بين اللاعبين والجهاز الفني يجعل اللاعبين يتقبلون التوجيهات الفنية والطريقة الفنية، مما يؤدي إلى تشرب الخطط الفنية بشكل سريع. في حين أن انسجام الجهاز الإداري مع الجهاز الفني، ودعمه بشكل كبير، وعدم التدخل في قراراته الفنية، سيمنح المدرب أريحية كبرى من ناحية التعامل مع اللاعبين، وتطبيق الخطط التي ينوي تطبيقها خلال المنافسات، بالإضافة إلى أن تلبية احتياجاته، والتعامل مع المدرب بسلاسة، سيكون لهما الأثر الإيجابي على الفريق بأكمله.
الدكة القوية
العامل الرابع الذي يؤدي إلى الاستقرار هو دكة البدلاء الجيدة، فدوما ما تعمل الأندية خصوصا على قوة القائمة الأساسية دون النظر إلى البدلاء الذين يحتاج لهم الجهاز الفني بشكل أكبر، فجودة وقوة دكة البدلاء من أهم عناصر النجاح، وهو ما يمنح الجهاز الفني خيارات أكبر، لكن عدم الاهتمام بالبدلاء يقود إلى عدم قدرة الجهاز الفني على تطبيق خططه، وتعويض اللاعبين المصابين أو الموقوفين أو الغائبين لأي أسباب أخرى. ففي عالم الرياضات الجماعية عامة، وكرة القدم تحديدا، يتفق الجميع على أن البدلاء الجيدين، والذين لا يقلون عن اللاعبين الأساسيين من حيث الإمكانات بشكل كبير، سيكون له تأثير كبير، ويحافظ على قوام الفريق وتجانسه، وعدم التأثر بالغيابات المختلفة، وضغط المنافسات.
– استمرار الجهاز الفني أبرز عوامل الاستقرار
– كثرة تغيير اللاعبين تعصف بانسجام المجموعة
– دعم الجهاز الفني إداريا يقود لخلق منظومة ناجحة
– المدرب الجديد يحتاج فترة للتعرف على إمكانات لاعبيه
– اللاعبون يختلفون من حيث سرعة التأقلم مع المجموعة
– دكة البدلاء عنصر مهم في نجاح أي فريق، والإدارات تتجاهله
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة