من خارج النظام الشمسي.. مذنب بينجمي نادر يمر قرب الشمس نهاية أكتوبر
أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن نهاية شهر أكتوبر الجاري ستشهد حدثاً فلكياً يتمثل في مرور المذنب البينجمي 3I/أطلس بالقرب من الشمس، وهو ثالث جسم مؤكد المصدر من خارج النظام الشمسي يدخل نطاق رصدنا منذ بدء رصد هذه الظواهر النادرة.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن المذنب سيصل إلى الحضيض الشمسي – أي أقرب نقطة له من الشمس – يوم 30 أكتوبر 2025 تقريباً، على مسافة 1.36 وحدة فلكية، أي ما يعادل نحو 203 ملايين كيلومتر من الشمس.
وأضاف أن المذنب سيكون في ذلك الوقت قريباً جداً زاويّاً من الشمس، ما يجعل رصده بالعين المجردة أو بالتلسكوبات الصغيرة صعباً أو غير ممكن.
خارج النظام الشمسي
وبيّن أبو زاهرة أنه من المتوقع أن تتحسن ظروف الرصد تدريجياً خلال الفترة من منتصف نوفمبر المقبل إلى مطلع عام 2026، حين يبتعد المذنب عن وهج الشمس ويصبح موقعه في السماء أكثر ملاءمة.
وخلال تلك الفترة، قد يُرصد في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس بقليل بين الساعة 5:30 و6:20 صباحاً بالتوقيت المحلي في بعض مناطق الوطن العربي، باستخدام تلسكوبات متوسطة إلى كبيرة (8 إلى 12 بوصة) لرصد ذيله الغازي والغبار المتطاير.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن المذنب 3I/أطلس يتمتع بأهمية علمية كبيرة كونه قادماً من الفضاء البينجمي، أي أنه تشكل حول نجم آخر خارج النظام الشمسي ثم دخل إلى منطقتنا بالصدفة، ما يجعله زائراً فريداً يحمل خصائص مختلفة عن المذنبات المحلية.
يصل كوكب عطارد اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 إلى استطالته العظمى الشرقية بزاوية 23° عن الشمس ما يجعله ظاهراً بعد غروب الشمس في الأفق الغربي حيث يبلغ لمعانه −0.2 وتعد هذه فرصة رائعة لرصده بالعين المجردة أو باستخدام منظار صغير لذا لا تفوت المشاهدة.pic.twitter.com/7WkGlVMFg9— الجمعية الفلكية بجدة (@JASsociety) October 29, 2025
تلسكوب جيمس ويب وهابل
وكشفت بيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي أن المذنب يحتوي على نسبة مرتفعة جداً من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالماء، تصل إلى 8:1، وهي من أعلى النسب المسجلة في أي مذنب تمت دراسته حتى الآن.
كما أظهرت تحاليل الاستقطاب الضوئي نمطاً غير معتاد، مما يشير إلى أن بنيته السطحية وتركيب غباره مختلفان عن المذنبات المعتادة في نظامنا الشمسي.
أما أرصاد تلسكوب هابل الفضائي فقد أظهرت أن ذيل المذنب ينمو باستمرار مع اقترابه من الشمس، حيث تتشكل كوما غنية بالجليد المتطاير والغازات النشطة، ما يمنح العلماء فرصة نادرة لدراسة سلوك المذنبات البينجمية تحت تأثير حرارة الشمس.
سرعة هائلة ومدار مفتوح
وقال أبوزاهرة إن المذنب يتحرك بسرعة تُقدّر بنحو 210 آلاف كيلومتر في الساعة بالنسبة للشمس، ويتبع مداراً مفتوحاً، ما يعني أنه لن يعود إلى النظام الشمسي بعد مروره الحالي.
كما يُقدّر أقرب اقتراب له من الأرض بنحو 1.8 وحدة فلكية، وهو ما ينفي تماماً أي احتمال لتصادمه مع كوكبنا.
وأضاف أن هذا المذنب يمثل نافذة علمية نادرة على المواد الأولية التي تشكلت في أنظمة نجمية أخرى، ويتيح مقارنة تركيبه الكيميائي بالمذنبات المحلية داخل النظام الشمسي.
وتساعد هذه المقارنات، بحسب أبوزاهرة، في الإجابة عن أسئلة كونية كبرى مثل: هل تخضع المذنبات في الأنظمة الأخرى لنفس العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث في نظامنا؟ وهل يمكن أن تحمل مواد عضوية أو جليداً مشابهاً لتلك التي ساهمت في تكوين الأرض؟
فهم تنوع الكواكب
ووفقاً لوكالة ناسا، فإن دراسة المذنبات البينجمية مثل 3I/أطلس تساهم في فهم تنوع تكوين الكواكب في مجرتنا، وقد تساعد في توسيع مداركنا حول أصول المواد التي تُسهم في نشوء الحياة.
وختم أبوزاهرة بأن المذنب 3I/أطلس يمثل ظاهرة فلكية نادرة واستثنائية، فهو زائر من أعماق المجرة يحمل أسراراً عن أنظمة نجمية بعيدة وعن المادة الخام التي تبني الكواكب، مؤكداً أنه سيكون محور اهتمام المراصد الأرضية والفضائية خلال الأشهر القادمة لما يوفره من فرصة ثمينة لدراسة الأجسام القادمة من الفضاء البينجمي.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة

