لماذا يقبل الحوامل بكثافة على شراء ”السمك المجفف“؟ .. إليك القصة
نجحت صانعة السمك والروبيان معصومة آل فتيل في إعادة إحياء مهنة تجفيف الأسماك والروبيان التقليدية، مستغلة حرارة الشمس الصيفية لإنتاج أغذية تراثية باتت مطلباً ملحاً لشريحة واسعة من المجتمع في مبادرة نوعية لإنقاذ الموروث الغذائي من الاندثار.
وكشفت الصانعة أن 60% من طلبات الشراء تأتي من النساء الحوامل اللواتي يبحثن عن نكهات الماضي، مما حول هذه الحرفة من وسيلة حفظ اضطرارية قديمة إلى منتج سياحي وغذائي مرغوب.
عودة إلى الماضي الجميل
وأعادت «أم مجيب» عقارب الساعة إلى الوراء، متجاوزة عصر الثلاجات والمجمدات الكهربائية التي همشت صناعة التجفيف، لتبدأ رحلة مهنية امتدت لعشر سنوات في تطويع أشعة الشمس لإنتاج الأسماك والروبيان المجفف بجودة عالية.
وتعتمد آل فتيل في عملها بشكل كلي على الطاقة الشمسية الطبيعية، مما يجعل موسم الصيف هو ذروة نشاطها الإنتاجي، بينما يتوقف العمل تماماً في فصل الشتاء لغياب الحرارة اللازمة لعملية التبخير والتجفيف الآمن.
وتبدأ دورة العمل بشراء كميات كبيرة من المصيد الطازج تصل إلى 64 كيلوجراماً في الدفعة الواحدة، تخضع بعدها لعمليات تنظيف دقيقة تشمل الغسيل وإزالة الأحشاء، قبل أن تُفرش تحت أشعة الشمس لفترات محددة تضمن جفافها الكامل.
مفارقة رقمية تجفيف السمك
وكشفت الحرفية المختصة عن مفارقة رقمية في هذه الصناعة، حيث يفقد المنتج أكثر من 70% من وزنه الأصلي بعد التجفيف، فكل كيس يزن كيلوجراماً واحداً عند التعبئة يكون نتاجاً لكمية أكبر بكثير من الوزن الخام قبل تعرضه للشمس.
وفي رصدها لطبيعة المستهلكين، أكدت آل فتيل أن النساء الحوامل «المتوحمات» يتصدرن قائمة العملاء بنسبة تتجاوز النصف، بحثاً عن المذاق المالح المكثف الذي يوفره السمك المجفف، إلى جانب إقبال لافت من المسافرين والشباب الراغبين في استكشاف نكهات الأجداد.
وتتنوع المنتجات التي تخرج من ”مصنع الشمس“ الخاص بأم مجيب لتشمل أسماك الصويفي والشعري، بالإضافة إلى الروبيان بنوعيه الكبير والصغير، سواء كان مقشراً أو بقشره، مع تقديم خدمات خاصة كبشر سمك الصافي وتحويله لشرائح حسب ذائقة الزبون.
وتفرض عملية التجفيف أسعاراً تتناسب مع الجهد والوزن المهدر، حيث يسجل كيس سمك الصويفي 20 ريالاً، بينما يصل سعر الروبيان بالقشر إلى 30 ريالاً، ويرتفع السعر للروبيان المقشر وشرائح الصويفي ليصل إلى 40 ريالاً للكيس.
وتدخل هذه المنتجات المجففة كمكون رئيسي في أطباق شعبية شهيرة مثل كبسة الروبيان، والبرياني، والمموش، مما يمنح المائدة نكهة تراثية أصيلة كانت سائدة في الحقبة التي سبقت وصول الخدمات الكهربائية للمنازل.
ولم تكتفِ آل فتيل بالإنتاج والبيع، بل أخذت على عاتقها مسؤولية استدامة هذه الحرفة ونقلها للأجيال الجديدة عبر تنظيم ورش عمل تدريبية، كان آخرها مشاركتها بدورة متخصصة في مهرجان الروبيان 2025، لضمان عدم اندثار هذا الإرث الغذائي.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة

