رئيس جمعية نحالي الباحة لـ ”اليوم“: 85% من العسل المستهلك في السعودية مستورد
كشف رئيس جمعية النحالين التعاونية بمنطقة الباحة والمشرف على كرسي م. عبدالله بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد عبد الله الخازم الغامدي، أن السعودية تنتج حوالي 5800 طن من العسل سنويًا، في حين تستورد أكثر من 24 ألف طن لتلبية الطلب المحلي، ما يجعل الاستيراد يشكل أكثر من 85% من الاستهلاك.
وأشار إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة وضعت خطة طموحة تستهدف رفع الإنتاج المحلي إلى 14 ألف طن بحلول عام 2030، من خلال مشاريع نوعية وتطوير محطات تربية الملكات وإنتاج الطرود.
وبين أن عدد النحالين المسجلين في المملكة يبلغ نحو 30 ألف نحال يملكون 2 مليون خلية نحل، مبينًا أساليب الغش التي تنتشر في السوق وأهم الخطط الطموحة لرفع الإنتاج المحلي، إلى نص الحوار:
بدايةً، كم يبلغ عدد النحالين المسجلين في المملكة؟ وما مدى تطور البنية التحتية لهذا القطاع؟
عدد النحالين المسجلين رسميًا في السعودية يبلغ قرابة 30 ألف نحال، ويتوقع أن يصل إلى 40 ألفًا بحلول عام 2030، نتيجة دعم برنامج “ريف” بالوزارة، الذي يٌقدم للنحالين الجدد حيث دعم حتى الآن أكثر من 14 ألف نحال، يمتلكون نحو 2 مليون خلية نحل.
وساهمت الوزارة في إنشاء 11 محطة متخصصة لتربية الملكات وإنتاج الطرود، وهي خطوة تهدف للحد من استيراد النحل وتحقيق الاكتفاء الذاتي في منظومة الإنتاج إذ إن أعداد طرود النحل المستوردة تجاوز المليون طرد بقيمة تزيد عن 160 مليون ريال سنويًا.
كم يبلغ حجم إنتاج العسل في السعودية حاليًا وحجم الاستيراد؟
السعودية تنتج حوالي 5800 طن من العسل سنويًا، في حين تستورد أكثر من 24 ألف طن لتلبية الطلب المحلي، ما يجعل الاستيراد يشكل أكثر من 85% من الاستهلاك.
ووزارة البيئة والمياه والزراعة وضعت خطة طموحة تستهدف رفع الإنتاج المحلي إلى 14 ألف طن بحلول عام 2030، من خلال مشروعات نوعية وتطوير محطات تربية الملكات وإنتاج الطرود.
ما هي أهداف وزارة البيئة فيما يخص إنتاج العسل المحلي حتى عام 2030؟
دعم قطاع تربية النحل من خلال المبادرات، إذ تم تخصيص جزء من مشروعات التشجير للنحل والذي سيضاعف من كمية العسل المنتج محليًا.
كما سبق أن تقدمنا بعدة مقترحات للوزارة بتخصيص 10% من “السعودية الخضراء” للزارعة النحلية بحيث تكون الزراعة مٌكثفة بمساحات كبيره حتى تكون مناسبة لإنتاج أكبر كمية من العسل، ويكون التركيز في المناطق ذات الميز النسبية لتربية النحل وإنتاج العسل وذات البيئة المناسبة لاستدامة هذه النباتات.
بصفتك أكاديميًا وباحثًا، ما أبرز إنجازاتك العلمية في مجال النحل والعسل؟
الحمد لله ساهمت في أبحاث تجاوزت 150 ورقة علمية منشورة في مجلات عالمية، إلى جانب إشرافي على 12 رسالة دكتوراه و4 رسائل ماجستير، وتأليف وترجمة عدد من الكتب في المجال.
وحصلت على أكثر من 10 ميداليات ذهبية عن ابتكارات في مجال تربية النحل، نتج عن تلك الابتكارات عدد من براءات الاختراع من أبرزها براءة اختراع مسجلة في أمريكا لخلية نحل ذكية تتحكم في درجة الحرارة والرطوبة، وتساعد على بقاء النحل في المناطق الحارة.
كما أنجزت عدة اختراعات أخرى تتعلق بتغذية النحل وجمع السم، مسجله في أوروبا والولايات المتحدة.
رئيس جمعية نحالي الباحة لـ ”اليوم“: 85% من العسل المستهلك في السعودية مستورد
ما أنواع منتجات النحل التي يمكن استغلالها اقتصاديًا بخلاف العسل؟
منتجات النحل تتجاوز العسل، وتشمل الغذاء الملكي، وصمغ النحل، وسم النحل، وخبز النحل، وحتى إنتاج اليرقات كغذاء، كما هو الحال في دول مثل كوريا والصين، إلى جانب إنتاج الملكات والنحل نفسه، وبعض الدول تعد العسل منتجًا ثانويًا مقارنة ببعض منتجات النحل.
وفي كثير من الدول يٌقدر أن قيمة تلقيح النباتات بواسطة النحل تفوق قيمة العسل بعشرات المرات، حيث تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى أن القيمة الاقتصادية لتلقيح المحاصيل بواسطة النحل تتجاوز 200 مليار دولار سنويًا على مستوى العالم.
أين تتركز تربية النحل في السعودية؟ وما أبرز أنواع العسل المحلية؟
المناطق الممتدة بين الطائف وجازان، وصولًا إلى المدينة المنورة، تعد الأهم في إنتاج العسل بسبب طبيعة الغطاء النباتي والظروف المناخية المناسبة، إلا أن العسل يُنتج أيضًا في الشمال والجنوب والمنطقة الوسطى، مع أفضلية نسبية لمناطق سلسلة جبال السروات.
وفي منطقة الباحة وحدها، يُنتج اكثر من 1100 طن سنويًا من حوالي 4000 نحال ما يقارب 20 نوعاً من العسل، أبرزها عسل السدر، يليه الطلح، فالسمر، ثم الضهيانة، واللافندر «الظرم»، إضافة إلى القتادة والقرض.
لماذا تختلف أسعار العسل في السوق؟ وما مدى مصداقية بعض الادعاءات المرتبطة بالأنواع النادرة؟
متوسط أسعار العسل في السعودية يبلغ نحو 250 إلى 400 ريال للكيلو، إلا أن بعض الأنواع مثل عسل“المجرى” قد يصل إلى 1200 ريال للكيلو نتيجة ندرته وبعض الادعاءات التسويقية، رغم عدم وجود دراسات تؤكد تميزه عن أنواع أخرى.
كما أن الأسعار تخضع لحكم العرض والطلب فقط، إذ تنخفض في المواسم التي تشهد أمطارًا غزيرة وإنتاجًا وفيرًا.
حدثنا عن إمكانية زيادة الإنتاج وأهم شروط رفعها؟
يعتمد على زيادة الدعم الحكومي، وتوسيع الرقعة الخضراء، ورفع كفاءة النحالين، كما أن جمعية النحالين التعاونية في الباحة نجحت في مضاعفة الإنتاج 4 إلى 5 مرات عبر التدريب وتوفير الأدوات والمستلزمات وتوسيع الغطاء النباتي.
وحقيقةً تتبنى الوزارة خططًا تصاعدية سنوية في دعم النحالين، والمستهدف بحلول 2040 هو إنتاج 20 ألف طن سنويًا، لكن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي الكامل يتطلب إنتاج نحو 30 ألف طن سنويًا ويزيد مع ازدياد عدد السكان.
ما أبرز التحديات التي تواجه سوق العسل السعودي، خصوصًا من ناحية الغش والمنافسة مع المستورد؟
للأسف هناك انتشار للغش التجاري في سوق العسل بشكل عام وعلى مستوى العالم، من بينها أن العسل المستورد يٌباع على أنه عسل محلي أو يٌخلط أحيانًا مع العسل المحلي ويباع على أنه عسل محلي، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام المنتجين.
كما أن بعض التجار من ضعاف النفوس والموزعين يخلطون العسل المستورد، وأحيانًا يُسوّق العسل الصيني أو القادم من الهند ودول عربية على أنه محلي.
ومن أهم عوامل الغش هو إعلان بعض المشاهير عن العسل المستورد دون توضيح هل هو مستورد أو محلي حيث يعتقد المستهلكون أنه مٌنتج محلي ونتيجة للدعايات القوية من المشاهير تتضاعف مبيعاتهم عن المنتجين المحليين.
وبلا شك غش العسل ظاهرة عالمية ويٌصنف العسل كثالث أكثر منتج غذائي تعرضا للغش عالميًا، وفي دراسة اوربية سنة 2023 وجد أن 46% من عينات العسل المستوردة كانت مغشوشة بإضافة شراب السكر الصناعي.
وبالرغم من وجود مختبرات في الجمعيات لتحليل العسل في السعودية، بما في ذلك مختبر متقدم في جمعية الباحة، إلا أن الغش التجاري — خاصة باستخدام العسل الصيني — يصعب كشفه كما هو على المستوى العالمي.
ما رؤيتكم المستقبلية لمكانة العسل السعودي عالميًا؟ وما الخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك؟
المملكة تسعى إلى الوصول إلى موقع تنافسي عالمي في إنتاج العسل، لكنه تحقيق ذلك يتطلب تعزيز الغطاء النباتي، وضمان الشفافية في تسويق العسل، ورفع الوعي المجتمعي، وتفعيل مختبرات الجودة، ودعم الابتكار في القطاع.
ونحن نملك المقومات الطبيعية والبشرية والعلمية، وكلما زادت المراعي الطبيعية، تضاعف الإنتاج وتحسنت الجودة، والطموح ليس فقط الاكتفاء، بل التصدير والمنافسة على مستوى عالميًا.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة