“المحّالة” تعكس التراث الزراعي في الباحة بمعرض “واحة الأمن”

يعرض جناح إمارة منطقة الباحة في معرض “واحة الأمن” الذي تنظمه وزارة الداخلية ضمن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، من خلال المعرض التراثي المصغّر، عددًا من الأدوات الزراعية التراثية، من بينها المحّالة (وتُعرف أيضًا بالمحاحيل)، التي تأتي على شكل دولاب خشبي يستعرض مختلف أنواعها وأحجامها.

وتُعدّ المحّالة من أقدم أدوات نزع المياه من الآبار، حيث تُصنع بأحجام متعددة من الخشب، وغالبًا ما تكون أسطوانية الشكل.

جزء من نظام السقاية

وكانت المحّالة جزءًا أساسيًا من نظام السواني (السقاية)، إذ كانت تُدار بواسطة الجمال لاستخراج المياه وتوزيعها. وتعمل المحّالة كعجلة يلتف حولها الحبل المعروف بالرشا، لسحب الدلو من قاع البئر، إذ تبتعد الجمال عن البئر رافعةً الدلو المحمّل بالمياه، إلى أن يصدر الإلساني -وهو الرجل القائم على السقاية- صوتًا معينًا تتوقف معه الجمال عن التقدم، لتفريغ المياه في حوض يُسمّى القِف، الذي يُصمَّم بطريقة هندسية بسيطة تحتوي على فتحات تجري منها المياه عبر ممرات تُعرف بالفلج وصولًا إلى المزارع.

محور خشبي يُسمى القطب

وتُصنع المحّالة من خشب الأثل، وتتميّز بوجود أسنان على إطارها الخارجي، وتدور حول محور خشبي يُسمى القطب.
كما تُصدر الدواليب الخشبية (المحاحيل) أصواتًا مميّزة يُشتهر دورانها بصوت الصرير، وهو صوت تراثي كان يملأ المزارع قديمًا في أثناء عمليات استخراج المياه.
ويصاحب هذه العملية عدد من الأغاني التراثية التي تدور موضوعاتها غالبًا حول الدعاء والرجاء وطلب المطر والبركة، ومن أبرزها أغنية: “سقى الله ذلك المسقي”.
ويقدم القائمون على جناح إمارة منطقة الباحة شروحات وافية لآلية عمل المحّالة، إلى جانب استعراض صور ومشاهد توثيقية لأعمال السقاية التراثية عبر الشاشات الرقمية المخصّصة داخل الجناح.