محمد بن منيع أبو زيد: “فرقع لوز”.. عبقري الكذب ومخادع العصر الذي لا يُصدق
في زمنٍ أصبح فيه الصدق نادراً ومهارةً شاقة، يجدر بنا أن نتأمل بعمق في شخصية فريدة من نوعها، ألا وهي فرقع لوز. هذا الكائن العجيب يجسد فنون الخداع والكذب بإتقانٍ لا يُضاهى، ويعكس أسلوباً يجعله نجم جلسات السمر وموضوع الحديث في المجالس. فمن هو فرقع لوز؟ دعونا نستعرض تفاصيل شخصيته الغريبة.
يتمتع فرقع لوز بصفة عادية للغاية، بل هو عادي بشكل مفرط، كأنما جاء من كوكب آخر حيث تتناغم البساطة مع الغرابة. يمتلك سيارة قديمة تُعتبر بمثابة تحفة فنية، لكنها ليست بالتحفة المرغوبة، تعيش في شقة صغيرة مستأجرة وسط حي شعبي، ويعمل في وظيفة تقليدية لا تختلف عن وظيفة الغفير. ومع ذلك، تكمن المفاجأة الكبرى في موهبته الفائقة في إقناع الجميع بأنه يعرف كل شيء عن الجميع، وكأنه المرجع الأول لكل ما يتعلق بالحياة الاجتماعية. تراه في مناسبات مختلفة يتحدث بفخر عن علاقاته الوهمية مع أصحاب السمو والمعالي، وكأنه نجم يتألق في سماء الشهرة، بينما هو في الحقيقة مجرد شخص عابر.
الشخصيات الكبيرة التي يزعم فرقع لوز معرفتها، مثل محمد أبو زيد، هي في الواقع أسماء من المستحيل أن تصل إليها يد فرقع لوز. فهو يتحدث عنها بافتخار وكأنها أصدقاؤه المقربون، بينما هو في الحقيقة لم يلتق بهم يوماً. “أنا صديق محمد أبو زيد!”، يصرخ بها في كل مجلس وكأن محمد أبو زيد هو أحد نجوم هوليوود أو شخصية مشهورة في المجتمع. لكن من يدري، ربما فرقع لوز لديه خيال واسع يسمح له بتصوير تلك الشخصيات الأسطورية على أنها أصدقاؤه.
ما يثير الضحك حقاً هو أسلوبه الفريد في “تمسيح الجوخ”. تجده يتوجه إلى الشخصيات الكبيرة مُتظاهراً بأنه صديقهم المقرب، ويستعرض أمامهم مهاراته في الحديث عن إنجازاتهم وكأنها إنجازات شخصية له. “يا معالي الوزير، أذكر حينما كنت أساعدكم في تلك القضية!”، بينما هو في الحقيقة كان يقف في طابور لشراء الخبز من المخبز المجاور، متمتعاً بلحظات من الخيال.
عندما يتجمع الناس في المجالس، يصبح فرقع لوز هو نجم الحفل بلا منازع، وكأنه يمتلك سحراً خاصاً يجذب الأنظار إليه. يقص القصص الخيالية حول مغامراته مع الشخصيات المرموقة، ويتحدث عن تجاربه وكأنها أفلام درامية مُثيرة. “هل تعلمون أنني كنت في رحلة إلى الخارج مع السفير؟” بينما لم يغادر المدينة يوماً إلا للذهاب إلى السوق. لكن الأدهى من ذلك، أنه يجد دائماً جمهوراً كبيراً وعريضاً من المعجبين والمعجبات، وكأنهم وقعوا تحت تأثير سحر فرقع لوز الغامض.
مهارات فرقع لوز لا تتوقف عند مجرد الكلام، بل إنه يدعي أنه قادر على حل مشكلات النساء حتى في حالات الطهي المحروق، حيث يقدم نصائح مدهشة لتحويل الكارثة إلى طبق يستحق التقدير. كما يُظهر مهاراته في مساعدة الأطفال في إصلاح ألعابهم، وكأنه خبير في عالم الألعاب والتكنولوجيا. وإذا كان هناك أزمة صحية، فلا تتردد في أن تسمع عنه يدعي أنه هو من اكتشف لقاح “كيوفيد” بمفرده، مبرهناً على عبقريته الفائقة، وكأن العالم بأسره يحتاج إلى نصائحه.
لكن المفاجأة الكبرى هي أن فرقع لوز يعتبر نفسه خبيراً في السياسة، حيث يُدعى إلى مناقشة قضايا سياسية عالمية وكأنه مستشار رفيع المستوى. يزعم أنه يمتلك المعرفة الكافية لحل النزاعات الدولية وتحقيق السلام، وكأنه يحمل مفاتيح الحكمة في جيبه. بل إنه يدعي أيضاً علاقاته بالفنانين والممثلين والمشاهير، ويُصور نفسه كحلقة وصل بين عالم الفن والسياسة، حيث يُعقد اللقاءات بين الأسماء الكبيرة في الحفلات التي يُفترض أنه يحضرها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يمتد ليتحدث عن علاقاته بعلماء الذرة والباحثين في مجالات العلوم، وكأنه عضو في مجموعة النخبة التي تقود العالم نحو المستقبل. “أنا في تواصل دائم مع أفضل العقول في العالم”، يقول بفخر، وكأنه يملك شبكة من العلاقات التي تجعل منه محوراً لكل ما هو جديد ومفيد.
أما عن لسانه، فهو كالسحر، يتمتع بحلاوة لا يمكن مقاومتها، حتى أن البعض يجدون أنفسهم معجبين به لمجرد أسلوبه الفريد في الحديث. “يا سلام عليك، فرقع لوز، كيف تُخرج كل هذه الأفكار من رأسك؟” بينما هو في الواقع ينقل قصصاً سمعها من أصدقائه في “عالم الخيال”، مُحولاً حياته اليومية إلى رواية مثيرة.
في النهاية، يمثل فرقع لوز تجسيداً للخيال البشري، حيث يُظهر لنا كيف يمكن للفرد أن يصبح أسطورة في عينه وعين الآخرين من خلال السحر والكذب. لذا، في المرة القادمة التي تقابل فيها شخصاً يدعي أنه يعرف كل الناس، تذكر فرقع لوز، وابتسم، لأنك تعلم تماماً أنه مجرد فرقع لوز آخر يتجول في مسرح الحياة الكبير.
نصيحة وتحذير: احذروا من فرقع لوز! فقد يجعلكم تشعرون وكأنكم أبطال في فيلم كوميدي، ولكنه في الحقيقة قد ينتهي بكم في مطبخ محترق أو في حيرة حول كيفية إصلاح لعبة مكسورة! لذا، إذا رأيتموه قادماً، احرصوا على أن تكونوا في الجانب الآخر من الشارع، فقد تكونوا ضحايا لأسطورة أخرى من أساطير فرقع لوز، أو على الأقل ابحثوا عن طاهٍ محترف!
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة