قد يفسد حياتك.. “القلق التوقعي” الأعراض والأسباب وطرق المواجهة

في حياة الكثيرين، لا يأتي القلق من اللحظة الحالية فقط، بل من تصورات المستقبل، هنا يظهر القلق التوقعي، إذ يتخيل العقل احتمالات سلبية ويعيشها كأنها حقيقة مؤكدة، وهذه الحالة ليست مرضًا مستقلًا، بل عرض يرتبط باضطرابات أكبر.

وفقا لتقرير نُشر في موقع treatmyocd، فإن القلق التوقعي هو نمط تفكير يجعل الشخص يركز على ما قد يحدث بدلًا مما يحدث بالفعل، وقد يبدأ قبل مقابلة عمل أو امتحان، أو حتى قبل رحلة سفر، إذ ينشغل العقل برسم أسوأ السيناريوهات.

لماذا يحدث القلق التوقعي؟

– عوامل وراثية: الاستعداد العائلي لاضطرابات القلق.

– تجارب سابقة: أحداث صادمة قد تترك أثرًا طويل الأمد.

– غياب الثقة بالذات: اعتقاد الشخص بعدم قدرته على مواجهة المجهول.

ارتباطه باضطرابات أخرى

1. قلق مستقبلي في اضطراب القلق العام: انشغال دائم بتوقع مشكلات حتى في أبسط التفاصيل.

2. رهاب اجتماعي: القلق المسبق من التقييم السلبي يجعل الشخص يتجنب المواقف العامة.

3. الوسواس القهري: يتحول القلق التوقعي إلى طقوس متكررة تحاول طمأنة الشخص، مثل المراجعة المفرطة أو التفكير الدائري.

4. تفكير سلبي متجذر: إذ يركز الدماغ على المخاطر أكثر من الفرص.

أبرز المؤشرات والأعراض

– التوتر المستمر قبل أحداث بسيطة.

– اضطراب النوم وكثرة الكوابيس.

– أعراض جسدية مثل التعرق، الغثيان، خفقان القلب.

– تجنب المواقف الاجتماعية أو العملية.

هذه المؤشرات لا تنفصل عن اضطراب نفسي أوسع مثل القلق العام أو الوسواس القهري.

سبل المواجهة

– علاج معرفي سلوكي: يهدف إلى تحدي الأفكار السلبية وإعادة بنائها.

– علاج بالتعرض ومنع الاستجابة (ERP): فعال مع الوسواس القهري، بتدريب المريض على مواجهة المواقف دون اللجوء للسلوكيات القهرية.

– عناية ذاتية: ممارسة التمارين الرياضية، وتنظيم النوم، والحد من التنبيهات الرقمية.

– دعم اجتماعي: الحديث مع أشخاص موثوقين لتخفيف العبء النفسي.

– القلق التوقعي طبيعي بحدود، لكنه يصبح عائقًا إذا هيمن على التفكير.
الخطوة الأهم هي الوعي بأن المخاوف المتخيلة ليست حقائق، ثم البحث عن استراتيجيات علاجية تعيد التوازن. فالمستقبل يجب ألا يكون مصدر رعب، بل مجالًا لإمكانيات جديدة.