الأزهار الموسمية في عسير.. مناجم طبيعية لإنتاج العسل النقي

تتحول جبال وسهول منطقة عسير خلال فصلي الصيف والخريف إلى مناجم طبيعية لإنتاج العسل النقي، إذ تنشط خلايا النحل في جمع الرحيق من أزهار نادرة تنمو في بيئة عسير الجبلية المتنوعة، ما يمنح “عسل عسير” طابعًا فريدًا يجمع بين الجودة والمذاق المميز والفوائد الصحية العالية.

ووفقًا لما وثقه د. إبراهيم العريفي في كتابه أطلس العسل، فإن عسير تُعد من أبرز مناطق إنتاج العسل في المملكة، وتحديدًا خلال أشهر الصيف والخريف.
ويبرز فيها عسل المجرى الذي يُجنى من نبات Teucrium polium، ويتميز بلونه الأبيض الكثيف وتبلوره السريع، ليُصنف ضمن أندر أنواع العسل في السعودية.

عسل القتاد الذهبي

وفي وديان عسير، يظهر عسل القتاد الذهبي من نبات شوكي مقاوم للجفاف، ويشتهر بخصائصه المعززة للمناعة، ومع نهاية الصيف، تتفتح أزهار شجرة السلم، فتنتج عسلًا بلون أحمر داكن ونكهة غنية.
أما عسل السدر الشهير، فهو الأكثر انتشارًا وقيمة، يُنتج من أزهار شجرة النبق خلال فترة تمتد من أغسطس إلى أكتوبر.

ولا تتوقف أنواع عسير عند ذلك، بل تشمل أيضًا عسل السيال العنبري من ضفاف الوديان، وعسل السمر الأحمر الحار، الذي يبدأ جنيه مبكرًا في المناطق الدافئة من عسير.

دعم الاقتصاد المحلي

يمثل عسل عسير عنصرًا حيويًا في دعم الاقتصاد المحلي، ويُسهم في تمكين أكثر من 5,000 نحال يعملون في المنطقة، إذ تنتج عسير نحو 20% من إجمالي إنتاج العسل في المملكة، وفق بيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة.

كما يُعد القطاع ركيزة مهمة في برامج السياحة البيئية والاستدامة الزراعية، ويشكل تنوع الغطاء النباتي في عسير بيئة مثالية لإنتاج عسل عالي الجودة على مدار العام.

دعم متواصل وتوسع مستدام

بلغت قيمة الدعم الحكومي لمشاريع تربية النحل في عسير نحو 54 مليون ريال، في ظل اهتمام متزايد بتحفيز إنتاج العسل، وتحسين سلالات النحل، وتطوير أدوات الإنتاج، وتوسيع نطاق التدريب.

ويستفيد النحالون في عسير من الثراء النباتي في البيئة الجبلية والمناخ المعتدل، ما يوفر تنوعًا غنيًا في مصادر الرحيق، ويُضفي على كل نوع من العسل هوية مميزة ترتبط بزهرة منشئه.