زحل يبدأ تراجعه الظاهري اليوم.. حدث فلكي يستمر حتى نوفمبر

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة م. ماجد أبو زاهرة، إنه في حدث فلكي لافت، يبدأ كوكب زحل اليوم الأحد 13 يوليو 2025 أولى مراحل حركته التراجعية الظاهرية، بعد أن يصل إلى ما يُعرف بـ “نقطة الثبات” أمام نجوم السماء، وهي الظاهرة التي تستمر حتى أواخر نوفمبر المقبل، وتُعد من الظواهر البصرية المميزة المرتبطة بالكواكب الخارجية في النظام الشمسي.

وتابع أنه بالرغم من أن الكواكب – ومن بينها زحل – تتحرك في مداراتها الطبيعية حول الشمس من الغرب إلى الشرق، إلا أن اقتراب الأرض من نقطة التقابل مع كوكب خارجي يؤدي إلى ظهور بصري يوهم الرائي بأن الكوكب يغير اتجاهه، ويتحرك نحو الغرب بين النجوم. هذه الظاهرة تعرف باسم “الحركة التراجعية الظاهرية”، وهي مجرد خداع بصري يحدث نتيجة لاختلاف السرعة المدارية بين الأرض والكوكب الآخر.

وأوضح أن الفكرة يمكن تشبيهها بمشهد مألوف: عند قيادة سيارة سريعة تتجاوز أخرى أبطأ منها، قد يبدو للراكب في السيارة الأسرع أن السيارة الأخرى تتحرك إلى الخلف، مع أنها في الواقع تستمر في التقدم للأمام، وهذا بالضبط ما يحدث عند مراقبة زحل من على سطح الأرض خلال هذه الفترة.

نقطة ذهبية لامعة

زحل، الذي يُرصد حاليًا خلال ساعات الليل المتأخرة في جهة الأفق الجنوبي الشرقي، يظهر كنقطة ذهبية لامعة يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
ومع استخدام تلسكوب صغير، يمكن تمييز قرص الكوكب بوضوح، إلا أن حلقاته الشهيرة تبدو أقل وضوحًا في هذه الفترة بسبب ميلان حافتها باتجاه الأرض.
وخلال الأسابيع المقبلة، سيظهر زحل في السماء قبل أربع دقائق تقريبًا في كل ليلة، ليبدأ تدريجيًا بالانتقال من ساعات الفجر إلى المساء، متقدّمًا في السماء حتى لحظة التقابل المرتقبة في 21 سبتمبر 2025.

زحل والشمس

وفي يوم التقابل، ستكون الأرض بين زحل والشمس تمامًا، ويظهر الكوكب عند الغروب ويظل مرئيًا طيلة الليل حتى الشروق.
ويُعد وقت التقابل من أفضل الفترات السنوية لرصد كوكب زحل، إذ يكون في أقرب نقطة له من الأرض، ويصل إلى أقصى لمعانه، ما يجعله هدفًا مثاليًا لهواة الفلك والمصورين وتلسكوبات الرصد.