تربية القطط والكلاب.. تكاليف مرتفعة وتحذيرات طبية من المبالغة
في وقتٍ تشهد فيه تربية الحيوانات الأليفة ازديادًا ملحوظًا بين الأسر خاصة القطط والكلاب، كشفت تقديرات حديثة عن أن تكلفة تربية كلب واحد في المنزل قد تصل إلى 1380 ريالًا شهريًا، ما يجعلها التزامًا ماليًا متصاعدًا يُعيد طرح التساؤلات عن جدوى هذا الاتجاه ومخاطره المتعددة.
وفيما يرى مختصون أن هذه الظاهرة أصبحت تتطلب وعيًا أكبر بالجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية، شدد فقهاء شرعيون على ضرورة التقيد بالضوابط الدينية في اقتناء الكلاب، محذرين من تحولات سلوكية وقيمية قد تهدد التماسك الأسري.
1380 ريالًا شهريًا للكلب الواحد
أوضحت مربية الحيوانات الأليفة فاطمة الحسن أن تربية كلب واحد في المملكة قد تكلف الأسرة ما يصل إلى 1380 ريالًا شهريًا، فيما تبلغ تكلفة العناية بالقطة نحو 870 ريالًا، ما يشكل عبئًا ماليًا لا يُستهان به ويؤثر على قرارات كثير من الأسر السعودية والمقيمة بشأن اقتناء الحيوانات الأليفة.
وأشارت إلى أن السلالات الكبيرة من الكلاب تتطلب ميزانية شهرية تشمل طعامًا قد يصل إلى 700 ريال، ورعاية صحية منتظمة تكلف نحو 200 ريال.
إلى جانب خدمات النظافة والعناية التي قد تتجاوز 250 ريالًا، ليصل الإجمالي إلى 1380 ريالًا في بعض الحالات.
أما القطط، فتتراوح تكلفتها الشهرية بين 290 و870 ريالًا، بحسب جودة الطعام والرعاية الصحية المقدمة.
وأضافت أن هناك تكاليف أولية غير متكررة تشمل رسوم التبني، وعمليات التعقيم، والمستلزمات الأساسية، والفحوصات الأولية، وتبلغ في المتوسط بين 800 و3000 ريال للكلاب، و500 إلى 2000 ريال للقطط.
وشددت على أن كثيرًا من المربين الجدد لا يدركون حجم الالتزام المالي المستمر، معتقدين أن التكلفة تقتصر على ثمن الشراء.
الحالات المشروعة لاقتناء الكلاب
وشدد المستشار والباحث الشرعي د. زياد القرشي على أن اقتناء الكلاب محظور شرعًا إلا في 3 حالات فقط، وهي الصيد، وحراسة الماشية، وحماية الزرع، مستدلًا بأحاديث نبوية تنص على نقصان الأجر اليومي لمن يقتني كلبًا دون حاجة شرعية.
وأوضح أن بعض العلماء المعاصرين رجحوا جواز اقتناء الكلب لحراسة المنزل قياسًا على الحاجات الأخرى، باعتبار حفظ النفس أولى من حفظ المال أو الزرع.
وأشار إلى أن الكلب يُعد نجسًا من الناحية الشرعية، وأن الإفراط في تربيته من دون سبب معتبر قد يؤدي إلى تحولات اجتماعية غير محمودة، مثلما حدث في بعض المجتمعات الغربية.
المخاطر الصحية لتربية الكلاب
وحذر الطبيب العام د. أحمد يحيى من المخاطر الصحية المرتبطة بتربية الكلاب داخل المنازل، خاصة على الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن.
ولفت إلى إمكانية نقل أمراض جلدية مثل “رينج وورم” الفطري، إلى جانب مشكلات تنفسية وتحسسية ناتجة عن شعر الحيوان أو وبره.
ودعا إلى الالتزام بإجراءات صحية صارمة تشمل نظافة الحيوان والمنزل والتطعيمات الدورية، مشيرًا إلى أن الإهمال قد يعرض الأسرة لخطر الأمراض المعدية.
ارتباط الأطفال بالحيوانات الأليفة
وعلى الجانب النفسي، رأى استشاري الطب النفسي د. محمد براشا أن ارتباط الأطفال بالحيوانات الأليفة له أثر إيجابي في تعزيز مشاعر القبول والراحة، خاصة لدى من يعانون القلق أو الوحدة.
لكنه حذر من الإفراط العاطفي، مؤكدا أن بعض الأطفال يكونوّن تعلقًا مفرطًا بالحيوان لدرجة الانعزال عن أسرتهم، ما يؤثر على توازنهم النفسي والاجتماعي.
وأكد أهمية التوعية بردود فعل الحيوان، والحفاظ على معايير النظافة والسلامة.
ضعف التفاعل داخل العائلة
اجتماعيًا، حذرت الأخصائية الاجتماعية نورة الغامدي من تحول بعض الأسر إلى نمط غربي في التعامل مع الكلاب، مشيرة إلى أن منح الحيوان مكانة بديلة عن الطفل يشكل خللًا في البناء الأسري.
وأكدت أن ذلك قد يقود إلى ضعف التفاعل داخل العائلة، وإهمال عاطفي للأطفال، وظهور مشاعر غيرة وعزلة.
ولفتت إلى أن بعض الممارسات تهدف للتفاخر الطبقي لا أكثر، ما يُفرغ تربية الحيوانات من بعدها الإنساني.
وأشارت إلى إن المشكلة لا تكمن في تربية الكلاب بحد ذاتها، بل في موقعها داخل الأسرة، مشددة على ضرورة التوازن في العاطفة، وتقديم الإنسان على الحيوان في أولويات الرعاية.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة