رابغ.. “سوق القضيمة” تروي قصصًا نُسجت بين بيوت الطين ومحالها البسيطة
تقف في قلب مركز القضيمة جنوب محافظة رابغ، أطلال السوق القديم ببيوته ومحاله الطينية، شاهدًا على مرحلة تجارية واجتماعية كانت تزخر بالحياة والنشاط التجاري، وكأنها صفحات من الماضي تروي حكاية الإنسان والمكان، وقصص التجار التي نُسجت بين بيوت الطين ومحالها البسيطة.
ويلوح في موقع السوق مشهد يحفظ ملامح زمن كانت فيه القضيمة مركزًا نابضًا بالحياة، تفد إليه الأهالي وترده القوافل التجارية المقبلة من مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو ينبع.
قلب اقتصادي للمنطقة
وشكّل سوق القضيمة القديم قلبًا اقتصاديًا للمنطقة، إذ تتوزع فيه المحال الطينية على صفين متقابلين، تتخللهما الممرات الضيقة التي كانت تعج بالحركة والأحاديث اليومية.
وتُباع فيه الحبوب والتمور والملابس والأقمشة، وتُعرض أدوات الصيد والرحلات البحرية التي شكّلت جزءًا من هوية أهالي المنطقة.
وترك الزمان بصمته على جدرانه المتشققة وسقوفه المتهالكة، لكن بيوت الطين ومداخلها المقوسة ما زالت شامخة، تقاوم النسيان، وتحكي عن زمنٍ كان فيه الطين واليد الحرفية صنّاع الجمال والبساطة.
في بعض الأركان لا تزال آثار الدكاكين الصغيرة واضحة؛ رفوفٌ منسية، وأبواب خشبية صمدت في وجه الريح، تحفظ ذاكرة المكان.
أما الأزقة الضيقة شكّلت شرايين حيّة خف نبضها، لكنها تنبض بالحنين.
محطات رئيسية للتجارة والتموين
وتقع القضيمة على طريق الساحل بين جدة ورابغ، وتُعد من المراكز القديمة التي شكّلت محطات رئيسية للتجارة والتموين للقوافل البحرية والبرية.
ويُرجَح أن السوق كانت نقطة وصلٍ بين البادية والساحل، حيث يتبادل الناس السلع والمنتجات المحلية من البحر والبر.
ومع تطور العمران وتحوّل الأسواق إلى الطراز الحديث، بقيت سوق القضيمة القديمة رمزًا للبساطة الأصيلة ومرآة لمرحلة من تاريخ المنطقة الاجتماعي والاقتصادي، وشاهدًا تاريخيًا ومعلمًا تراثيًا يربط الأجيال بجذورها، فهي ليست مجرد أطلال، بل ذاكرة تُروى للأجيال القادمة.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة



