سبتمبر 2025.. خسوف كلي وكسوف جزئي وعودة زحل بأبهى صورة

أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن شهر سبتمبر 2025 سيحمل لعشاق الفلك والسماء مجموعة من الظواهر الفلكية المميزة مع اقتراب نهاية فصل الصيف فلكياً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وبداية الاعتدال الخريفي يوم 22 سبتمبر، بينما يبدأ الربيع في النصف الجنوبي.

وأوضح أبو زاهرة أن أبرز هذه الظواهر هو الخسوف الكلي للقمر يوم 7 سبتمبر، حيث سيكتمل القمر ويغيب قرصه تماماً داخل ظل الأرض في حدث يشاهد في السعودية والعالم العربي ومعظم مناطق أوروبا وآسيا وإفريقيا وأستراليا، بينما لن يكون مرئياً في الأمريكتين. وبيّن أن هذا النوع من الخسوف لا يتكرر شهرياً بسبب ميل مدار القمر عن مدار الأرض بخمس درجات تقريباً.

كسوف غير مرئي عربيًا

وأضاف أن كسوفاً شمسياً جزئياً سيقع يوم 21 سبتمبر ويُشاهد في جنوب المحيط الهادئ وأجزاء من نيوزيلندا وأنتاركتيكا، لكنه لن يكون مرئياً في العالم العربي، مشيراً إلى أن هذا النوع من الكسوف يترك جزءاً من قرص الشمس ظاهراً ويستلزم استخدام أدوات رصد آمنة لتفادي أضرار النظر المباشر.

وأشار أبو زاهرة إلى أن كوكب زحل سيصل إلى وضعية التقابل في ليلة 21 سبتمبر، ليكون في أقرب نقطة له من الأرض هذا العام على بعد نحو 1.28 مليار كيلومتر، مضيفاً أنه سيكون مرئياً طوال الليل وأكثر لمعاناً في جهة الشرق بعد الغروب، وينصح برصده بعد الساعة العاشرة مساءً عندما يكون مرتفعاً في السماء بعيداً عن تشويش الغلاف الجوي. ولفت إلى أن ضيق زاوية حلقاته هذا العام يسمح برؤية أوضح لأقماره، وخاصة “تيتان”، الذي سيعبر ظله قرص زحل في حدثين نادرين يومي 4 و20 سبتمبر.

كما أوضح أن تقابل زحل سيتزامن مع تقابل كوكب نبتون، ما يمنح فرصة سانحة لرصده كنقطة زرقاء باهتة على بعد 4.3 مليار كيلومتر من الأرض عند تحريك التلسكوب بزاوية بسيطة إلى يسار زحل.

وبيّن أبو زاهرة أن سماء سبتمبر ستزينها أيضاً لقاءات كوكبية مميزة، حيث يضيء كوكبا الزهرة والمشتري الأفق الشرقي قبل الفجر، مع انضمام عطارد في أوائل الشهر، فيما يشهد يوم 19 سبتمبر لوحة سماوية استثنائية عندما يقترب هلال القمر من كوكب الزهرة بجوار نجم قلب الأسد، مع إمكانية مشاهدة “نور الأرض” على القمر.

وأكد أن أفضل فترة لرصد السماء في هذا الشهر ستكون خلال آخر أسبوعين ونصف، حيث يبتعد القمر عن السماء تاركاً المجال لرؤية مجرة درب التبانة بوضوح، خاصة في المواقع البعيدة عن التلوث الضوئي، موضحاً أن المجموعات النجمية البارزة في النصف الشمالي تشمل الدب الأكبر والأصغر وذات الكرسي والفرس الأعظم والمرأة المسلسلة، فيما تهيمن كوكبة القوس على السماء في النصف الجنوبي لاحتوائها على مركز مجرتنا.

واختتم أبو زاهرة بالتأكيد على أن شهر سبتمبر 2025 يجمع بين الخسوفات والكسوفات والتقابلات الكوكبية وفرص مشاهدة درب التبانة، ليقدّم مزيجاً فلكياً نادراً يمكّن الهواة والمهتمين من الاستمتاع بمشاهدة روائع السماء سواء من داخل المدن أو في المواقع المظلمة.