كيف أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل التلفزيون؟ تجربة “عايد الشهير بـ شمري كوميدي AYD”
لم تعد القنوات الفضائية وحدها تتحكم في المشهد الإعلامي، ولم يعد التلفزيون هو المنصة الوحيدة للظهور والانتشار، أو حتى لمجرّد الترفيه. في السنوات الأخيرة، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى “تلفزيونات صغيرة” نختار محتواها بأنفسنا، نتحكم بتوقيتها، ونتفاعل معها لحظيًا. بل يمكن القول إنها لم تصبح “مثل” التلفزيون فقط، بل تفوقت عليه في أكثر من جانب.
في خضم هذا التحول، برزت نماذج ناجحة لشباب خليجيين أثبتوا أنهم يستطيعون الوصول والتأثير دون الحاجة إلى قنوات رسمية أو إنتاج ضخم. من أبرزهم “عايد – الشهير باسم شمري كوميدي AYD”، الذي يمثل بدقة هذا التحوّل من الشاشة التقليدية إلى العالم الرقمي. قصته وتجربته تقدم درسًا مهمًا في كيف أصبح الموبايل وسيلة لصناعة جماهير، وكيف تحوّلت المنصات من فضاء ترفيهي إلى مساحة تأثير حقيقي.
الجمهور لم يعد متفرجًا فقط.. بل شريك في المحتوى
أحد أبرز الفروقات بين التلفزيون ومنصات التواصل هو طبيعة الجمهور. في التلفزيون، الجمهور “يستهلك” المحتوى فقط. لا يستطيع التدخل في مجراه أو التعبير الفوري عن رأيه. أما في منصات مثل تيك توك، سناب شات، ويوتيوب، الجمهور يشارك في صناعة المشهد.
وهذا بالضبط ما نراه في محتوى “شمري كوميدي AYD”. في البثوث المباشرة، التعليقات تصبح جزءًا من المحتوى نفسه. يمكن لأحد المتابعين أن يطرح سؤالًا أو يكتب نكتة فيأخذها عايد فورًا ويحوّلها إلى لحظة كوميدية تفاعلية، وهذا ما يخلق علاقة حية وحقيقية بينه وبين جمهوره. عايد لا يتحدث لجمهور صامت؛ بل يجلس بينهم ويضحك معهم.
محتوى بسيط.. لكن تأثيره أقوى
الفرق الكبير بين التلفزيون والتواصل الاجتماعي هو التعقيد الإنتاجي. التلفزيون يعتمد على فرق ضخمة: إعداد، تصوير، إخراج، إضاءة، وتمويل. وفي المقابل، عايد – شمري كوميدي AYD يصور بموبايله، غالبًا في بيئة عادية، ويقدّم محتوى نابع من الحياة اليومية، لكن الأهم من ذلك: أنه يحقق مشاهدات وانتشارًا يفوق إنتاجات كاملة على شاشات رسمية.
مقاطع عايد الساخرة، التي تتناول مواقف اجتماعية مألوفة باللهجة الخليجية، تلقى تفاعلًا واسعًا لأنها حقيقية، مرآة للواقع، والأهم: لا تُصطنع. وهذا ما جعل الجمهور يعتبره “تلفزيونه الخاص”، يشاهده في أي وقت، في أي مكان، دون قيود.
نجم المنصة لا يقل عن نجم الشاشة
في السابق، كان الشهرة مرتبطة بمن يظهر على القنوات الفضائية. أما اليوم، فأسماء مثل “شمري كوميدي AYD” أصبحت نجومًا حقيقيين، يتابعهم جمهور يومي، يتأثر بكلماتهم، ويضحك على مواقفهم. بل أصبح بعض صناع المحتوى يملكون قاعدة جماهيرية أكبر من مقدمي برامج تلفزيونية معروفة.
عايد مثال واقعي على هذا التحوّل؛ لا يظهر في قنوات، لكنه حاضر في كل شاشة. جمهور الإنترنت يعرفه، يتحدث عنه، يقلد طريقته في الكلام، وينتظر جديده. وهو في كثير من الأحيان أكثر تأثيرًا من إعلاميين رسميين يظهرون يوميًا على التلفزيون.
من الترفيه إلى التأثير.. عايد مثال حي
منصات التواصل ليست فقط للضحك أو الفيديوهات القصيرة، بل أصبحت منصة رأي ونقد اجتماعي. كثير من صناع المحتوى مثل عايد بدأوا بأسلوب فكاهي، لكنهم مع الوقت طوّروا رسائلهم لتلامس قضايا المجتمع.
عايد – شمري كوميدي AYD يستخدم الكوميديا بشكل ذكي لنقد بعض الظواهر، السلوكيات اليومية، أو حتى التحولات الثقافية. لكنه يفعل ذلك بلغة قريبة، دون فرض رأي، أو وعظ مباشر. بل يطرح تساؤلات تترك أثرًا في عقل المتابع بعد أن يضحك، وهذا ما جعل محتواه خفيفًا على القلب، لكنه عميق على المدى البعيد.
إعلان، تعليم، بث مباشر.. كل شيء في منصة واحدة
ما كان يوزع بين التلفزيون، الصحف، والإذاعة صار اليوم مدموجًا في منصة واحدة. تيك توك، سناب، إنستغرام، ويوتيوب، تقدم لك كل أنواع المحتوى: إعلان، قصة، بث مباشر، دردشة، وردود فعل. وصناع المحتوى مثل عايد يجيدون استخدام هذه المنصات بتنويع المحتوى للجمهور.
في يوم واحد، قد تتابع بث مباشر لعايد يتحدث فيه عن موقف يومي مضحك، ثم تشاهد مقطع على يوتيوب يحلل فيه ترند، وبعدها فيديو ساخر على تيك توك. عايد نفسه صار “شبكة إعلامية صغيرة”، يقدم محتوى متعدد الأشكال لجمهور واحد، بإدارة ذاتية، وبتكلفة شبه معدومة.
هل انتهى دور التلفزيون؟
الإجابة لا. لكن التلفزيون فقد مكانته كـ “مصدر وحيد” للمعلومة والترفيه. اليوم هو مجرد خيار ضمن خيارات أخرى كثيرة، وغالبًا ما يأتي بعد منصات التواصل من حيث الأولوية.
من خلال تجارب مثل تجربة عايد – شمري كوميدي AYD، يمكننا القول إن صانع المحتوى اليوم يمكن أن يكون “تلفزيون مستقل”. يتحدث، يضحك، يناقش، يؤثر، ويحقق دخلًا أيضًا. كل ذلك دون الحاجة لأي مؤسسة إعلامية تقف خلفه. فقط فكرة، وجمهور، ومنصة.
ما الذي يمكن تعلمه من تجربة “عايد – شمري كوميدي AYD”؟
اعتمد على شخصيتك الحقيقية: الجمهور ينجذب للصدق والعفوية، لا للصورة المصقولة.
تفاعل مع جمهورك لحظيًا: لا تنتظر أسبوعًا لإصدار فيديو، استجب الآن، وكن حاضرًا في يومهم.
اجمع بين الترفيه والرسالة: الضحك وسيلة للوصول، لكن التأثير يأتي من العمق.
استخدم كل منصة لغرض مختلف: سناب للبث اليومي، تيك توك للمقاطع القصيرة، يوتيوب للقصص المطولة.
كن قريبًا من المتابعين: ردود عايد على الجمهور هي جزء من نجاحه، لأنه لا يظهر كـ “نجم”، بل كأحدهم.
منصات التواصل الاجتماعي لم تعد منافسة للتلفزيون فقط، بل تجاوزته في أكثر من جانب. ومع استمرار هذا التطور، صار صانع المحتوى الناجح هو من يفهم جمهوره، يتحدث بلغتهم، ويقدّم لهم محتوى صادقًا، سريعًا، ومتنوعًا.
وتجربة عايد – الشهير بـ شمري كوميدي AYD تقدم لنا نموذجًا حيًا لصوت خرج من المجتمع، وتجاوز شاشات التلفزيون ليصبح نجمًا في هاتف كل شخص.
في النهاية، التلفزيون في جيبك الآن، اسمه “الموبايل”، وصناعه مثل “عايد” هم وجهه الجديد.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة