31 معدة لإزالة الرمال الزاحفة على طريق الهفوف سلوى.. ومختصون يحذرون من مخاطرها
طريق الهفوف – سلوى أصبح يشكّل مصدر قلق لعدد من مرتاديه
الطريق يحتاج إلى جهود مكثفة لرفع كفاءته وتأمين سلامة السائقين
وزارة النقل تؤكد تنفيذ أعمال صيانة مكثفة لرفع مستوى السلامة على شبكة الطرق في الشرقية
لا يزال طريق الهفوف – سلوى، الذي يمثل أحد أهم الطرق الدولية، يشكّل هاجسًا كبيرًا لمرتاديه، بسبب ما يشهده من زحف وتجمعات للكثبان الرملية في عدد من مواقع وأجزاء الطريق.
وأكد عدد من المختصين أن الطريق الذي يربط المملكة بقطر والإمارات وعُمان، أصبح يشكّل مصدر قلق لعدد من مرتاديه، وبرغم الجهود المبذولة والمستمرة من فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالمنطقة الشرقية في العمل على إزالة هذه الكثبان الرملية، فإنها لا تزال تشكّل مصدر خطر.
وتشهد المنطقة الشرقية نشاطًا متزايدًا في العواصف الرملية على مدار العام، ما يؤدي إلى تكوين تجمعات رملية وزحف الرمال على الطرق، الأمر الذي يتطلب تدخّل الجهات المعنية للحد من تأثير هذه الظاهرة على حياة المواطنين والمقيمين.
تهديد للسائقين
قال المهندس عبدالله المقهوي، المستشار الهندسي: تعاني طرق المنطقة الشرقية من زحف مرعب من الرمال على الطرق حيث تهدّد سلامة الإنسان.
وتابع: فعلى سبيل المثال، يحتاج طريق “الأحساء – سلوى” المؤدي إلى دولة قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان إلى جهود مكثفة لرفع كفاءته وتأمين سلامة وراحة السائقين، حيث إن رفع كفاءته يتوافق مع توجهات الدولة بالارتقاء بجودة الحياة التي تقدمها عبر خدماتها، إذ يمر عبر هذا الطريق المئات يوميًا من المواطنين والحجاج والمعتمرين والسياح، كما أن هذا الطريق يستخدمه العاملون في مشروع حقل الجافورة الغازي الاقتصادي، وكذلك تستخدمه الشاحنات التي توفر سلاسل إمداد للبضائع بين دول الخليج وكذلك بين مدن المملكة.
المهندس عبدالله المقهوي
وقال المقهوي: من المشاكل التي يعاني منها طريق الأحساء – سلوى، زحف الكثبان الرملية التي تتسبب في طمر أجزاء منه في أوقات ذروة هبوب الرياح، وهذا يهدد سلامة مرتادي الطريق، وخاصة في الليل.
وذكر أن الطريق يحتاج إلى مراقبة وصيانة دورية للتقليل من زحف الرمال، وذكر أنه من الممكن الاستعانة بتقنيات الأقمار الصناعية وطائرات بدون طيار “درون” لمراقبة زحف الرمال ومعالجتها مبكرًا.
وأوضح أن من الحلول لوقاية الطريق من الرمال: وضع مصدات ميكانيكية في أماكن هبوب الرياح، وكذلك تثبيت الرمال برشّها بمواد كيميائية، وأيضًا زرع محيط طريق الأحساء – سلوى بأشجار صحراوية معمّرة مثل الأثل لتقليل زحف الرمال، وهذا سيدعم مبادرة السعودية الخضراء.
وطالب المهندس المقهوي عند تصميم الطرق أن يُبحث في خيار رفع مستواها قليلًا عن مستوى سطح الأرض لتقليل تراكم الرمال، ودعا لإنشاء مركز أبحاث متخصص عن “التصحر” لتقديم دراسات وحلول ذات علاقة، وذلك بالشراكة بين الوزارات المختصة والجامعات السعودية والأجنبية.
تدنّي مستوى السلامة المرورية
وقال المهندس حسين بن عبدالله السلامين، مدير إدارة المشاريع بجامعة الملك فيصل: من أثر الكثبان الرملية على الطرق تدني مستوى السلامة المرورية، إغلاق أو تعطيل الطرق، تلف البنية التحتية، تقييد الرؤية، والتأثير على الحركة الاقتصادية والخدمية.
المهندس حسين السلامين
وبيّن أن الحلول المناسبة لمواجهة هذه الكثبان تُقسم إلى نوعين وقائية وعلاجية:
-
الحلول الوقائية: تمنع تراكم الرمال من الأساس، ومنها: زراعة مصدات طبيعية مثل الأشجار والشجيرات المحلية (الغضا، الأرطى)، إنشاء حواجز رياح صناعية مثل الأسوار الشبكية أو الألواح المثبّتة عموديًا، تعديل مسار الطرق الجديدة بحيث تتجنب مناطق الكثبان النشطة قدر الإمكان، ورشّ التربة باستخدام مواد كيميائية أو عضوية لزيادة تماسك الرمال.
-
الحلول العلاجية: بعد تراكم الرمال، وتشمل: إزالتها ميكانيكيًا باستخدام كواشط وجرافات بشكل دوري خصوصًا في المواقع الحرجة، الصيانة المستمرة بتنظيف الحواف والأكتاف أولًا بأول لتقليل تراكم الكثبان الكبيرة، تغطية الأجزاء المتضررة باستخدام شبك معدني أو حصى خشن لتثبيت الرمال في المناطق النشطة، وأنظمة إنذار مبكر باستخدام محطات أرصاد لرصد العواصف الرملية وتحذير قائدي المركبات.
وأشار السلامين إلى أن الكثبان الرملية خطر متكرر على طرق المنطقة الشرقية بسبب طبيعة الرياح والتربة، والحل ليس فقط في إزالة الرمال، بل في الجمع بين مصدات طبيعية وصناعية، صيانة دورية، وأنظمة إنذار مبكر لضمان سلامة وأمان الطريق.
تآكل الأسفلت
أكد المهندس حسن بن علي الحجي، مهندس مدني، أن للكثبان الرملية على الطرق آثارًا منها: إعاقة حركة المرور، حيث يؤدي تراكم الرمال على الطرق إلى صعوبة مرور المركبات خصوصًا الشاحنات الثقيلة، وانخفاض مستوى الرؤية بسبب العواصف الرملية المصاحبة للكثبان التي تسبب انعدام الرؤية وزيادة احتمالية الحوادث.
إضافة إلى الحوادث المرورية المتكررة باصطدام المركبات بالرمال المتراكمة أو انحرافها خارج الطريق، وكذلك تلف سطح الطريق، إذ تؤدي الرمال المتحركة مع الرياح إلى تآكل طبقة الأسفلت بفعل الاحتكاك المستمر، وزيادة تكاليف الصيانة نظرًا للحاجة المتكررة إلى إزالة الرمال وإعادة إصلاح الأضرار، فضلًا عن خطورة الأمر على خدمات الطوارئ بسبب تأخير وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني في الحالات الطارئة.
المهندس حسن بن علي الحجي
وبيّن الحجي أن الحلول المناسبة لمواجهة الكثبان الرملية تشمل: إقامة حواجز صناعية، وضع سياجات خاصة تعمل على إيقاف حركة الرمال قبل وصولها للطريق، التشجير ومصدات الرياح الطبيعية مثل زراعة أشجار وشجيرات مقاومة للجفاف لتثبيت الرمال، تغطية التربة الهشّة باستخدام شبكات بلاستيكية أو مواد عضوية لتثبيت الرمال في المناطق الأكثر نشاطًا.
إضافة إلى إقامة سدود ترابية وحواجز حجرية لمنع انتقال الكثبان من الصحراء إلى مسار الطريق، استخدام تقنيات الرش المثبّتة للرمال مثل الرش بالزيوت أو المواد الكيميائية الآمنة لتثبيت سطح التربة، تسيير فرق صيانة متخصصة من خلال توفير جرافات ومعدات لإزالة الرمال بشكل دوري ومستمر، استخدام أنظمة إنذار مبكر بتركيب حساسات وأجهزة رصد للعواصف الرملية لتنبيه قائدي المركبات، تحسين الإرشادات المرورية بوضع لوحات مضيئة وعواكس أرضية لإرشاد السائقين عند ضعف الرؤية، والتخطيط العمراني السليم بإنشاء الطرق في مسارات بعيدة قدر الإمكان عن مناطق الكثبان النشطة.
من جهتها، أكدت وزارة النقل والخدمات اللوجستية لصحيفة اليوم تنفيذ أعمال صيانة مكثفة ومواجهة التحديات المناخية لرفع مستوى السلامة على شبكة الطرق في المنطقة الشرقية، حيث تتواصل جهودها في تنفيذ أعمال الصيانة الدورية لطريق العقير – مدينة العيون، بالتزامن مع استجابتها الفورية لمعالجة زحف الكثبان الرملية على طريق الهفوف – سلوى – البطحاء الحيوي.
وأوضحت الوزارة أن العمل يجري حاليًا على طريق العقير – مدينة العيون، الذي يمتد على طول 74 كيلومترًا، بهدف إصلاح الطبقات الإسفلتية المتضررة وتعزيز معايير السلامة المرورية، مشيرةً إلى أن هذه الجهود أثمرت عن إنجاز إصلاح 16 كيلومترًا من الطريق، فيما يستمر العمل لاستكمال الجزء المتبقي البالغ طوله 6 كيلومترات.
كما أشارت الوزارة إلى أنها انتهت من تنفيذ أعمال دهانات تحديد المسارات بطول 34 كيلومترًا، بالإضافة إلى تركيب 5700 وحدة من علامات “عيون القطط” الأرضية العاكسة، وتستعد الفرق الميدانية لتركيب 147 لوحة تحذيرية و4 لوحات إرشادية جديدة على امتداد الطريق لضمان إرشاد السائقين وتحذيرهم بشكل فعّال.
وفي سياق متصل، تبذل الفرق الفنية المختصة جهودًا استثنائية على مدار الساعة لمواجهة تأثير العواصف الرملية الشديدة التي شهدتها المنطقة، والتي بلغت سرعة الرياح خلالها 70 كيلومترًا في الساعة، وقد أدت هذه الظروف المناخية إلى زحف الرمال على 35 موقعًا مختلفًا بطريق الهفوف – سلوى – البطحاء، غطّت مسافة إجمالية تُقدَّر بنحو 50 كيلومترًا.
وكشفت الوزارة عن حجم العمليات المنفّذة، حيث تمكّنت فرقها المجهزة بـ31 معدة ثقيلة من إزاحة أكثر من 300 ألف متر مكعب من الرمال عن الطريق خلال الشهر الماضي وحده.
وأكدت أن العمليات لا تقتصر على إزالة الرمال من سطح الإسفلت فحسب، بل تشمل أيضًا ترحيلها إلى مسافات آمنة بعيدًا عن حرم الطريق، لمنع عودتها مجددًا وضمان سلامة وانسيابية الحركة المرورية على هذا الشريان الهام.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة