بالصور.. حرفية تبدع في ”فن الصبر“ وتخطط لدمجه باللوحات الفنية

تعمل الفنانة التشكيلية والحرفية حميدة رضا، على إحياء ”حرفة الخرز التقليدية“، وهي فن سعودي عريق ينحدر أصله من جنوب المملكة، وتسعى إلى دمجه في منتجات معاصرة ولوحات فنية لنقله إلى آفاق جديدة.

وأوضحت أن هذا الفن يُعد حرفة بالغة الدقة، ويتطلب مهارات خاصة لا يمتلكها الجميع، مشيرة إلى حاجته الماسة للصبر، ودقة الملاحظة، وقوة البصر.

منتجات الخرز

وذكرت أن جماليات المنتج النهائي المصنوع بالخرز تختلف كلياً عن أي شكل فني آخر، حتى لو كانت النتيجة مشابهة للرسم بالألوان.

وكشفت الحرفية عن حجم الجهد المبذول، مؤكدة أن إنجاز قطعة واحدة قد يستغرق وقتاً طويلاً، ضاربة المثل بـ ”أباجورة“ استغرقت منها 45 ساعة عمل، موزعة على ستة أيام بمعدل 12 ساعة يومياً.
ولفتت إلى أن ذلك يعود إلى طبيعة المواد المستخدمة التي تشمل خرزاً زجاجياً دقيقاً بحجم 2 ملم، يُنظم على نول خشبي باستخدام خيوط من الحرير.

”بيت الحرفيين“ بمشروع الرامس

وتسعى الحرفية حميدة، التي تعلمت الحرفة خلال دورة تدريبية مكثفة مدتها ثلاثة أسابيع في ”بيت الحرفيين“ بمشروع الرامس بوسط العوامية عبر ”جمعية حرفة“ بالتعاون مع ”هيئة التراث“، إلى توظيف خلفيتها كرسامة تشكيلية لتطوير الحرفة.
وتطمح لإنتاج لوحات فنية بالخرز، كاشفة عن خطتها لرسم لوحة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قريباً.
وتتمثل أهدافها المستقبلية في تطبيق فن الخرز على مجالات أوسع كالملابس، والخداديات، وقطع الديكور المنزلي، كما أعربت عن شكرها لـ ”جمعية حرفة“ على إتاحة الفرصة لها.

تحديات تواجه الحرفيين

وأكدت عزمها الوصول لمستوى متقدم يمكّنها من تدريب مجموعات كبيرة، خاصة أن هذه الحرفة، حسب وصفها، ليست معروفة بالشكل الكافي في المنطقة الشرقية.
ولفتت الحرفية حميدة إلى أن التحدي الأبرز الذي يواجه الحرفيين في هذا المجال هو ندرة المواد الأولية عالية الجودة، موضحة أن الخرز الزجاجي الأصلي، الذي يُستورد غالباً من التشيك ومصر، غير متوفر في السوق المحلي، مما يضطرها لطلبه وانتظاره لأسابيع، وهو ما يعطل وتيرة الإنتاج.
وشددت على أن التصاميم التراثية السعودية تعكس هوية المملكة، وتتميز عن المنتجات التجارية سريعة الانتشار.