ذاكرة وطن.. آباء القطيف يروون لـ “اليوم” ملحمة التحول من “السراج” إلى “الرؤية”

في حديثهم لـ “اليوم”، أجمع كبار السن على أن الفارق بين ماضيهم وحاضر أبنائهم لا يمكن وصفه بمجرد الكلمات.
ويروي المواطن حسين البحراني بابتسامة تستحضر الماضي: «كنا نعيش في ظلام، لا نعلم عن اليوم الوطني شيئاً، أما اليوم فالشوارع منارة والزينة تنتشر والفرحة تعم الجميع».
هذه الصورة يؤكدها المواطن مكي البحراني الذي يسترجع ذكريات النوم في مزارع النخيل على ضوء سراج خافت، قائلاً: «كنا نعيش في ظلام دامس، واليوم يعجز اللسان عن تعداد النعم، نعيش بعز وأمان تحت قيادتنا الرشيدة».

نهضة شاملة.. ورعاية كريمة

لم تكن شهاداتهما مجرد حنين للماضي، بل رصد دقيق لنهضة شاملة لمست كل جانب من جوانب حياتهم.
ويشير البحراني إلى التحول الصحي قائلاً: في السابق كانت القطيف كلها بمستشفى واحد، أما اليوم فنجد المستوصفات في كل حي، وبعضها يعمل 24 ساعة.
وفي لفتة إنسانية مؤثرة، ثمّن البحراني الرعاية الكريمة التي توليهم إياها الدولة، ضاربًا المثل بـ “ديوانية كبار السن” التي تجمعهم كل مساء. مضيفًا: “هذا المجلس الذي نجتمع فيه تحت إشراف الدولة هو بيتنا الثاني، وهو دليل على أن قيادتنا لم تنسَنا، بل تحرص على راحتنا وتواصلنا”.
هذه النقلة النوعية يصفها المواطن إدريس الموسى بأنها جزء من مسيرة تنمية متسارعة بدأت منذ

عهد الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وتستمر اليوم.
ويضيف الموسى: «عمري فوق الستين عاماً، وأتذكر التلفزيون الأبيض والأسود والتعليم المحدود.
وينهي حديثه قائلًا: “اليوم، وبعطاء الدولة، أصبح التعليم مجانياً وبأرقى المستويات، وهذه أعظم نعمة”.

شهادة حق

من جانبه، يضيف المواطن صالح آل عمير بعداً آخر لذاكرة التحول، مركزاً على التنمية الاقتصادية والبنية التحتية التي غيرت وجه الحياة، فيقول ”في هذا اليوم المبارك، نرفع أسمى التهاني لمولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. شهادتنا نحن هذا الجيل هي شهادة حق، فقد رأينا بعيوننا كيف بُني هذا الوطن.

ويكمل: “في شبابنا، كان رزقنا مرتبطًا بتقلبات البحر ومواسم الزراعة، يوم لك ويوم عليك، لم يكن هناك شيء اسمه راتب شهري أو أمان وظيفي. فكان آباؤنا يخرجون للبحر ويأملون أن يعودوا بما يكفي قوت يومهم.
ويضيف “آل عمير”: أما التنقل، فكان قصة أخرى من المشقة؛ وأتذكر الذهاب إلى الدمام أو الخبر كان يعتبر سفراً طويلاً على طرق غير معبدة وخطرة. أما الذهاب للحج فكان رحلة العمر التي تستغرق أسابيع طويلة من التعب والخوف. اليوم.
ويقول: “اليوم أبناؤنا وأحفادنا يعملون في أفضل الشركات، منهم المهندس والطبيب، والدولة فتحت لهم أبواب العلم والعمل التي كانت مغلقة في زماننا ووفرت لهم الأمان الوظيفي. والآن، تصل إلى أي مكان في المملكة خلال ساعات بالطائرة أو السيارة على طرق سريعة وآمنة تعد من أفضل الطرق في العالم. رحلة الحج أصبحت رحلة إيمانية ميسرة وآمنة. هذا هو الفرق، وهذا ما صنعته دولتنا لنا ولأبنائنا.“
وفي ختام حديثهم لـ «اليوم»، تلاقت كلماتهم عند نقطة واحدة: الدعاء الخالص بأن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، وأن يديم على المملكة أمنها وعزها، مؤكدين أن شهادتهم هي رسالة وفاء لجيلهم، ورسالة أمل للأجيال القادمة التي ستكمل مسيرة البناء في ظل رؤية المملكة 2030.