عاجل: بالصور.. خطة لإحياء قلعة تاروت وترميم 80 مبنى تراثيًا في الشرقية

تستعد قلعة تاروت التاريخية، التي تقف شامخة كواحدة من أقدم المعالم على ساحل الخليج العربي، لتدشين مرحلة جديدة ومفصلية في تاريخها الممتد.

حيث أعلنت هيئة تطوير المنطقة الشرقية عن خطة عمل شاملة لإعادة تأهيل القلعة ومحيطها الأثري بحي الديرة، في خطوة طموحة لتحويل الموقع إلى وجهة ثقافية وسياحية عالمية المستوى، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

قلعة تاروت التاريخية

وكشف تقرير فني متخصص صادر عن الهيئة أن نطاق المشروع يتجاوز حدود القلعة ليشمل النسيج العمراني التاريخي المجاور لها، حيث تم حصر وتقييم 80 مبنى تراثيًا في حي الديرة التاريخي.

وأكد التقرير على الأهمية الاستثنائية للموقع الذي يجسد طبقات حضارية متعاقبة، فالقلعة التي يُرجح تشييدها حوالي عام 1100 ميلادي، ترتكز على تل أثري أقدم بكثير يعود تاريخه إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد.
وقدم التقييم الهندسي الذي أجراه فريق من الخبراء نتائج واعدة، إذ أظهر أن الهيكل الأساسي للقلعة لا يزال في حالة جيدة بشكل لافت، وصُنفت الأضرار التي لحقت به ضمن فئة الأعراض الطفيفة السطحية، مما يجعل مهمة ترميمها مجدية وذات فرص نجاح عالية.

المباني التراثية

وعلى النقيض من ذلك، أشار التقييم إلى أن المباني التراثية المحيطة تعاني من حالة تدهور أشد، الأمر الذي يستدعي تدخلاً دقيقاً وشاملاً لإعادتها إلى حالتها الأصلية.
وترتكز الخطة على منهجية علمية صارمة تضع الحفاظ على أصالة الموقع كأولوية قصوى، وأفاد الخبراء بضرورة إزالة كافة الإضافات غير المتوافقة التي أُلحقت بالمباني عبر الزمن، وتحديداً طبقات اللياسة الأسمنتية التي ثبت ضررها على الجدران التقليدية.
وستعتمد عمليات الترميم بالكامل على مواد محلية أصيلة كالحجر البحري والجص الطبيعي، مع إعادة إحياء التقنيات المعمارية الفريدة التي كانت سمة بارزة في المنطقة.

إنشاء متاحف صغيرة

ومن بين التقنيات التي سيوليها المشروع اهتمامًا خاصًا، نظام ”الملاقف“ الهوائية المبتكر، وهو عبارة عن مصائد رياح على أسطح المنازل كانت تُستخدم لتبريد المساحات الداخلية طبيعيًا، إلى جانب إعادة فتح الأفنية الداخلية المغطاة التي كانت تمثل قلب البيت التقليدي في تاروت. ولن يقتصر المشروع على الجانب العمراني فحسب، بل يسعى إلى بث روح جديدة في الموقع.
وتقترح الخطة استثمار المساحات المفتوحة المحيطة بالقلعة لتكون مسرحاً لفعاليات ثقافية وفنية متنوعة، مثل المهرجانات الموسيقية والعروض الأدائية.
وتشمل الرؤية المستقبلية إنشاء متاحف صغيرة متخصصة في تاريخ تاروت البحري، تروي حكايات صيد اللؤلؤ وصناعة السفن، مما يضمن استدامة الموقع كمركز جذب حيوي يعزز مكانة المنطقة الشرقية سياحياً ويعود بالنفع المباشر على المجتمع المحلي.