الدمام.-فوضى-البسطات-في-سوق-الحراج-تخنق-الممرات-وتعيق-المتسوقين

الدمام.. فوضى البسطات في سوق الحراج تخنق الممرات وتعيق المتسوقين

في الوقت الذي تشهد فيه أجزاء من سوق الحراج بالدمام أعمال تطوير إنشائية تهدف إلى تحسين بيئته، يعيش السوق في حاضره مفارقة عجيبة تتمثل في فوضى عارمة وازدحام شديد، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأدى ذلك إلى تفاقم انتشار البسطات العشوائية التي باتت تخنق الممرات وتزاحم المحلات النظامية.

ويشهد السوق حالة من الازدحام والفوضى هذه الأيام، بسبب الانتشار الكبير للبسطات العشوائية، التي باتت تزاحم المحلات النظامية وتؤثر على حركة البيع والتنظيم داخل السوق.

سوء التنظيم أساس المشكلة

وفي استطلاع ميداني لـ ”اليوم“ أكد عدد من الباعة ورواد السوق، معاناتهم في السوق، وقال البائع ”جمال الخطيب“، الذي يعمل في السوق منذ 8 أعوام: إن سوق الحراج له طابعه الشعبي الجميل، لكن المشكلة الأساسية تكمن في التنظيم، خصوصًا مع انتشار البسطات في بعض الأيام.

وأوضح أن السوق في منتصف الأسبوع يكون منظمًا وهادئًا، ولا يعاني من ازدحام أو مخالفات كبيرة، بينما تزداد الفوضى يومي الجمعة والسبت؛ بسبب غياب الرقابة الميدانية.
وأضاف أن كثرة البسطات المخالفة في عطلة نهاية الأسبوع ترجع إلى قلة تواجد فرق البلدية خلال تلك الأيام، مشيرًا إلى أن استمرار الرقابة على مدار الأسبوع سيسهم في تحسين الوضع العام وتنظيم الحركة داخل السوق.

انتشار البسطات وسط الشوارع

وقال ”راشد الحارثي“، أحد مرتادي السوق: إن العشوائية اليوم باتت ملموسة في انتشار البسطات وسط الشوارع، وعدم وجود تنظيم واضح للممرات، أو ترقيم للمواقع، صحيح أن هناك جهود من الجهات المعنية لإعادة الترتيب لكن الوضع الحالي لا يزال بحاجة إلى متابعة مستمرة من البلدية خصوصًا في ما يتعلق بمراقبة المبيعات وتنظيم الباعة.
وذكر أن السوق لا يوجد فيه مكتب بلدي مختص بمتابعة عمليات البيع، وهذا ما يجعل بعض البضائع تباع دون معرفة مصدرها، وأن بعض السلع المعروضة قد تكون غير صالحة للاستخدا، م مثل الأدوات الكهربائية أو المواد الغذائية التي تعرض في ظروف غير آمنة وقد تشكل خطًار على المستهلك.

وأكد ”سعد القحطاني“، أحد المتسوقين، أن المواقع والمحلات الداخلية في الحراج تدار حاليًا من قبل أشخاص يمتلكون مبالغ ضخمة تتجاوز في الغالب مليونين إلى ثلاثة ملايين ريال، وأن ذلك يتنافى مع الهدف الشعبي للسوق، الذي وجد لخدمة الفئات محدودة الدخل، وهذا ماخلق العشوائية الحالية داخل السوق، واحتكار مجموعة محددة من التجار للمواقع الداخلية.
وأضاف أن أصحاب البسطات والعاملين من ذوي الدخل المحدود يعملون في الممرات الخارجية دون تنظيم أو حماية، ما يؤدي إلى فوضى في الحركة، وضعف في الرقابة، متابعًا: يجب تخصيص محلات بأسعار رمزية لأصحاب الدخل المحدود والمستفيدين من الضمان الاجتماعي، بما يسهم في الحد من العشوائية، ويعيد لسوق الحراج مكانته الشعبية الحقيقية.

اختلاف الآراء حول البسطات

وذكر المتسوق ”شبلي جابر“ أنه يفضل استمرار البسطات في سوق الحراج لأنها بسيطة وقريبة من الناس، موضحًا أنه يستمتع بتجربة الشراء فيها رغم بعض السلبيات.
وأوضح أن البسطات تشهد عرض أشياء جيدة ورخيصة، مثل الكمبيوترات والهواتف المحمولة والدراجات الهوائية، ولكن أحيانًا بعض السلع تكون متعطلة، ولا يمكن بعد ذلك تحديد الشخص الذي باع تلك السلعة، لأن مواقع البسطات تتغير.
وقال ”علي الحربي“، أحد الباعة في سوق الحراج: إن السوق يشهد أعمال تطوير من الأمانة، تسببت في بعض الصعوبات للبائعين، مؤكدًا أن الحل يكمن في تنظيم المواقع وتخصيص بسطات مرخّصة بأسعار رمزية.
وتابع: نحن بائعون في السوق منذ أكثر من 25 عامًا، ولا نعارض التطوير، لكن نحتاج إلى تنظيم واضح، يضمن لنا مواقع ثابتة، مثلما هو معمول به في مدينة الرياض، حيث البسطات منظمة ونظيفة وتعمل برسوم رمزية.
وأوضح أن كثيرًا من الباعة في الدمام من ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين وأصحاب الظروف الصعبة ولا يستطيعون أن يدفعوا إيجار محل يصل إلى 50 أو 60 ألف ريال، لذلك هم متواجدون في هذا السوق، وينتظرون من الأمانة توضيحًا رسميًا بشأن التنظيم الجديد.

طول مدة التطوير تزيد المعاناة

وقال ”فهد التميمي“، أحد الباعة في سوق الحراج: “أتمنى السرعة في إنجاز أعمال التطوير التي تقوم بها أمانة المنطقة الشرقية في محيط السوق، لأن التأخر زاد من معاناة الباعة، الذين اضطروا إلى ممارسة البيع في الشوارع”.
وأكمل: “الكثير منا يبيع قطع أثرية وتحف قيمة لا يليق عرضها في الشارع، ونحن نعرف أننا نخطئ بالبسطات، وأننا نتسبب في تشوه بصري، لكننا ننتظر الحل الذي ينهي هذه المعاناة”.
واستطرد: “للأسف كل الباعة لا يملكون معلومات دقيقة حول موعد انتهاء أعمال التطوير أو الخطة المستقبلية لتنظيم السوق، ونحن نحتاج إلى تقدير واهتمام، فجلوسنا في الشارع ليس حلًا، خاصةً أننا مواطنون لنا أسر والتزامات، ونحن لا نعارض النظام لكننا نطالب بالبديل”.
وقال ”فهد علي كاسب“، أحد مرتادي السوق: “إن الوضع في سوق الحراج بحاجة إلى تطوير، خاصةً الوضع الحالي شبه عشوائي، رغم أننا نشاهد الجولات الميدانية من قبل البلدية لوضع الحلول وتحسين البيئة للسوق”.
وأكمل: نشاهد أعمال إنشائية لتطوير السوق، وأعتقد أننا بحاجة إلى تأني وصبر، فالسوق لا يحتاج إلى عجلة بل إلى جهد ووقت، وسوف تختفي العشوائية، وسنشاهد مكانًا يليق بالبائع والمشتري.

إقبال كبير من مختلف الجنسيات

وذكر ”مبارك الخالدي“، أحد مرتادي سوق الحراج، أن السوق يشهد إقبالًا كبيرًا من مختلف الجنسيات، بما في ذلك الهندية والمصرية والفلبينية والتايلندية والخليجية، ولديه مرتادين قد يفوق عدد مرتادين المجمعات التجارية، ولكنه يحتاج إلى تنظيم وتطوير لمواكبة تطلعات المتسوقين وتسهيل حركة البيع والشراء، ولتمنح الشباب فرصة للعمل بطريقة منظمة.
وأكمل: توجد في سوق الدمام بضائع مميزة، والبسطات توجد بها منتجات كثيرة، لكنها لا توفر للباعة مكانًا ثابتًا، ما يجعلهم ينقلون بضائعهم بشكل يومي، ويعرضهم لمصادرة البضائع التي تم شراؤها من أجل الاستثمار والربح وليس للمصادرة أو الظهور بشكل عشوائي أو مخالف.

صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *