دراسة: 47% من الآباء بالشرقية يفتقرون للمعرفة الكافية بـ”إساءة الطفل“
كشفت دراسة علمية أُجريت في المنطقة الشرقية عن ”فجوة معرفية“ بين الآباء والأمهات، حيث وجد الباحثون أن 47% من المشاركين يمتلكون مستوى معرفة ”ضعيفاً“ فيما يتعلق بتعريف وأشكال إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم.
المفارقة الأبرز التي رصدتها الدراسة، التي نُشرت في ”المجلة السعودية للطب والعلوم الطبية“، تكمن في أن غالبية الآباء، بنسبة 60,6%، يعتقدون أن إساءة معاملة الأطفال ”مشكلة شائعة“ في المجتمع، وهو ما يكشف عن تناقض واضح بين الإدراك العام لوجود المشكلة، وبين الجهل بتفاصيلها المحددة.
الإهمال والإساءة العاطفية
وأظهرت النتائج التفصيلية، التي استندت إلى استبيان شمل 447 أباً وأماً بمتوسط عمر 37 عاماً، أن ”الإهمال“ و”الإساءة العاطفية“ هما المنطقتان الأكثر غموضاً؛ حيث إن ما يقارب نصف المشاركين «49,9%» لا يعتبرون ”التدخين أمام الأطفال“ شكلاً من أشكال الإهمال، كما أن 47,9% لا يعدون ”رفض التطعيمات الأساسية“ إهمالاً.
وامتدت الفجوة المعرفية لتشمل الإساءة العاطفية، إذ وجد الباحثون أن 47% من الآباء لا يصنفون ”تجاهل الطفل“ كإساءة، و42,7% لا يعتبرون ”إهانة الطفل أو إذلاله“ ضمن دائرة الإساءة، وهو ما أرجعه الباحثون إلى الخلط الشائع بين ”العقاب الجسدي التقليدي“ المقبول اجتماعياً وبين ”الإساءة“ المجرّمة.
وفيما يتعلق بآليات الحماية، كشفت الدراسة أن أكثر من ثلث الآباء «37,1%» يجهلون وجود ”الخط الساخن“ المخصص للإبلاغ عن حالات الإساءة، مما يعيق وصول الحالات المحتاجة للدعم الرسمي.
وفي تحليل عميق لمصادر معلومات الآباء، أظهرت البيانات أن ”وسائل التواصل الاجتماعي“ هي المصدر الأول الذي يعتمد عليه 73,4% من الآباء، تليها بفارق كبير ”التلفزيون والراديو“ بنسبة 40,7%، فيما جاء دور المصادر الحيوية ضعيفاً جداً، حيث لم يمثل ”العاملون في القطاع الصحي“ سوى 16,3% كمصدر للمعلومات، و”المدارس“ 16,8% فقط.
اختلاف مستويات الوعي
وربط التحليل الإحصائي للدراسة، التي قادتها الباحثة زينب السلمان، بشكل واضح بين ارتفاع مستوى الوعي وبين عاملين اجتماعيين؛ حيث وُجد أن الآباء ذوي ”المستوى التعليمي العالي“ و”الدخل المرتفع“ يمتلكون معرفة أفضل بكثير «P = 0,013 وP = 0,003 على التوالي»، مما يشير إلى أن الفئات الأقل تعليماً ودخلاً قد تكون الأكثر حاجة لبرامج التوعية. بينما لم تُظهر عوامل كالجنس أو العمر تأثيراً كبيراً. وشدد الباحثون على الحاجة الملحة لبرامج تثقيفية مجتمعية لزيادة وعي الآباء ومقدمي الرعاية بحقوق الطفل.
وخلصت الدراسة إلى أن الآباء، رغم اعتبارهم الإساءة مشكلة شائعة، إلا أنهم يفتقرون إلى المعرفة الكافية، خاصة فيما يتعلق ب ”الإساءة العاطفية“ و”الإهمال“. مشيرين إلى أن الاعتماد الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي غير الموجهة، يفاقم الفجوة المعرفية، مشددين على الحاجة الملحة لبرامج تثقيفية مجتمعية مكثفة تقودها الجهات الصحية والتعليمية، لزيادة وعي الآباء ومقدمي الرعاية بحقوق الطفل، والتمييز الواضح بين التأديب والإساءة.
أهمية برامج التوعية
من جهته، أكد برنامج الأمان الأسري الوطني أن هذه النتائج تعكس الحاجة الملحّة لإطلاق برامج توعوية مجتمعية تستهدف رفع مستوى إدراك الوالدين بحقوق الطفل، وتعزيز دور الأسرة في حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة الجسدية أو النفسية أو الصحية.
شدد البرنامج على أهمية التطعيم ضد شلل الأطفال، بوصفه حقًا أساسيًا لكل طفل، ودعا إلى مواصلة دعم الجهود الوطنية للقضاء على المرض، مؤكدًا أن“كل طفل يستحق حياة صحية وآمنة، ومع كل جرعة تطعيم نقترب خطوة من عالم خالٍ من شلل الأطفال”.
وأشار البرنامج إلى أن خط مساندة الطفل «116111» متاح على مدار الساعة لتلقي بلاغات الإيذاء أو الإهمال، وتقديم الدعم والاستشارات للأسر والأطفال، في إطار التزام المملكة بحماية حقوق الطفل وتعزيز أمنه الأسري والاجتماعي.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة


