متعافيات من السرطان يروين تجاربهن في مبادرة ”الشرقية وردية“

في تجسيد حي للأمل والإرادة، روت ناجيات من سرطان الثدي قصص تعافيهن الملهمة، مؤكدات أن الكشف المبكر والدعم النفسي كانا حجر الزاوية في رحلة انتصارهن على المرض، وذلك ضمن مبادرة ”الشرقية وردية“ التي تنظمها جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالتعاون مع جمعية السرطان السعودية.

وأجمعت المشاركات على أن التجربة، رغم قسوتها، فتحت لهن آفاقاً جديدة للإبداع والعطاء، وحوّلن من خلالها الألم إلى دافع للنجاح، ليصبحن مصدر إلهام لغيرهن من السيدات في المجتمع.

تحدي المرض

أوضحت عدله الشهراني، التي أنهت رحلتها العلاجية بنجاح، أن اكتشافها للمرض في مرحلة مبكرة جداً سهّل عملية استئصال الورم وجعل مسار العلاج أقل تعقيداً.

واليوم، تعرض بفخر مشغولاتها اليدوية التي أبدعتها خلال فترة التعافي، موجهة رسالة قوية للسيدات بضرورة عدم التهاون في إجراء الفحص الدوري، الذي وصفته بأنه طوق النجاة.
من جهتها، حوّلت الكاتبة نوف السعد ألمها إلى أمل ملموس بتأليفها كتاب ”شكراً يا سرطاني“، الذي وثّقت فيه تجربتها الشخصية.
وأعربت عن عميق امتنانها للدعم النفسي والمعنوي الذي قدمته جمعية السرطان، مشيدةً بجهود الدولة التي كانت، بعد توفيق الله، سبباً رئيسياً في شفائها، حيث منحتها تجربتها إيماناً بأن القوة الحقيقية تنبع من الداخل.

رعاية صحية متطورة

بدورها، أشادت أم روان الجاسر بالتطور الكبير الذي شهدته الخدمات الصحية المقدمة لمريضات سرطان الثدي مقارنة بالسنوات الماضية، مؤكدة أن الرعاية في تطور مستمر.

وشددت على أهمية مبادرة كل سيدة بالكشف المبكر لتجنب المعاناة التي قد تترتب على تأخر التشخيص، لافتةً إلى أن السرطان لم يكن نهاية، بل بداية لوعي مختلف ونظرة أعمق للحياة.
أما الفنانة التشكيلية هدى الشهري، التي تعافت قبل أربع سنوات، فقد وجدت في الفن متنفساً وطريقاً جديداً أعاد تشكيل حياتها.

واستثمرت الشهري موهبتها في إنشاء مرسم خاص بمنزلها، مؤكدة أن المرض منحها طاقة جديدة لكتابة قصتها بأسلوبها الخاص. وأرجعت الفضل في تجاوزها للمحنة، بعد الله، إلى الدعم القوي الذي تلقته من أسرتها، والذي كان له الأثر الأكبر في رحلة شفائها.