ميس-–-طفلة-في-غزة-تحلم-بوجبة-عدس-وسط-طوابير-الجوع-والنزوح

ميس – طفلة في غزة تحلم بوجبة عدس وسط طوابير الجوع والنزوح

ميس – طفلة في غزة تحلم بوجبة عدس وسط طوابير الجوع والنزوح

تقرير: مراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة
أعده: عبد المنعم مكي – مقر الأمم المتحدة

المساعدات الإنسانية

منذ الصباح الباكر، تقف الطفلة الفلسطينية الصغيرة ميس – وهي طفلة نازحة – في طابور طويل، على أمل الحصول على وجبة من العدس المطبوخ الذي تعده إحدى المطابخ المجتمعية في مدينة غزة. لكن الحشود الكثيفة للجوعى تحول دون مسعاها في الحصول على تلك وجبة.

تقول ميس لمراسلنا في غزة: “أقف منذ الصباح الباكر، والجميع يتدافع بأعداد هائلة في سبيل الحصول على الطعام. كيف لي أن أملأ طبقي؟ لا أستطيع. هذا هو حالنا كل يوم؛ يأتي الناس من داخل المخيم وخارجه بحثا عن الطعام. حضرت إلى هنا منذ ساعات الصباح الأولى، وحاولت الاندفاع لأحصل على حصتي، لكنني لم أتمكن من ذلك”.

وتشهد مدينة غزة تدفقا متزايدا للنازحين – في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية واسعة النطاق التي طالت عدة مناطق في الجزء الشمالي من القطاع – بما فيها جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. ويشكل هذا النزوح ضغطا إضافيا على المطابخ المجتمعية الخيرية (التكيات) التي تعمل بموارد محدودة ونقص حاد في الإمدادات الغذائية.

الطفلة ميس، طفلة نازحة من غزة، لم تتمكن من الحصول على وجبة من العدس المطبوخ بسبب الازدحام.

مراسلنا في غزة زار إحدى المطابخ المجتمعية ونقل لنا بعدسته مأساة الحصول على الغذاء والذي يظل صراعا يوميا بالنسبة لأهالي القطاع.

تتكدس العائلات مع أطفالها، في محاولة يائسة لملء أوانيها الفارغة بوجبة طعام، بينما يلجأ الأطفال إلى وضع الأواني على رؤوسهم اتقاءً لأشعة الشمس الحارقة أثناء انتظارهم الطويل. بينما تحاول فتاة صغيرة جمع بقايا الطعام المتبقية من قدر الطهي.

طلب متزايد لا يمكن تلبيته

محمد الحلو – أحد المشرفين على المطبخ المجتمعي في مدينة غزة – يشرح لمراسلنا أن المطبخ الذي يعمل به يُعِد حوالي 500 وجبة يوميا، لكنه قال إن ذلك ليس كافيا لأن عدد النازحين يتزايد باستمرار، بسبب أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. 

طفل يضع إناء على رأسه ليقيه من حر الشمس بينما ينتظر دوره للحصول على وجبة قليلة من العدس المطبوخ.

ويضيف: “يأتي الكثيرون للحصول على الطعام، لكننا لا نستطيع تلبية الطلب المتزايد. وجميع الناس في هذه المنطقة يعتمدون بشكل أساسي على الوجبات التي نعدها في هذا المطبخ المجتمعي. يصل الآلاف يوميا، ونصفهم يغادرون دون الحصول على وجبة”.

الجوع عنوان للمأساة

لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) قالت إن الجوع في غزة “ليس سوى جزء يسير من الفظائع”، ومضت قائلة:

“لدينا ما يكفي من الطعام في مستودعات الأونروا في عـَمـّان تكفي لإطعام 200 ألف شخص لمدة شهر، ولا تبعد تلك المساعدات سوى ثلاث ساعات عن غزة. ومع ذلك، فإن الصور التي تصلنا عن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية تعكس حجم الكارثة. لا داعي لمزيد من التأخير. كان ينبغي أن تكون هذه الإمدادات داخل غزة منذ فترة طويلة”.

ويعاني معظم سكان غزة من نقص في القوة الشرائية بسبب فقدان الدخل الناتج عن الحرب، بالإضافة إلى الارتفاع الحاد في الأسعار، بينما تتضاءل السلع بشكل متزايد في الأسواق في ظل الإغلاق التام الذي فُرض على دخول المساعدات والإمدادات إلى غزة منذ 11 شهرا. 

ويعد الخبز من بين أكثر المواد الغذائية ندرة في القطاع، إذ لم تحصل عليه العديد من العائلات منذ أكثر من شهرين بسبب انعدام الدقيق – سواء في الأسواق أو في شحنات المساعدات الإنسانية.

صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *