غزة: تحسن ملحوظ في الوصول إلى الغذاء، لكن الظروف المعيشية لا تزال مزرية للغاية
غزة: تحسن ملحوظ في الوصول إلى الغذاء، لكن الظروف المعيشية لا تزال مزرية للغاية
أفاد برنامج الأغذية العالمي بتحسن إمكانية الحصول على الغذاء بشكل ملحوظ في قطاع غزة، إلا أنه حذر من أن هذا التحسن “غير كافٍ، حيث لا تزال الظروف المعيشية مزرية للغاية”.
وفي حديثه للصحفيين في نيويورك اليوم الخميس من مدينة غزة، قال ممثل البرنامج في فلسطين، أنطوان رينارد، إن التحسن في إمكانية الحصول على الغذاء “واضحا”، بعد شهرين من وقف إطلاق النار، حيث تتوفر أنواع أكثر من الطعام في الأسواق، وازدادت تدفقات المساعدات الغذائية بشكل ملحوظ. وقال: “أستطيع أن أؤكد لكم أن الناس يتناولون، في المتوسط، وجبتين يوميا، وهو ما يختلف تماما عما رأيناه في تموز/يوليو عندما كانوا يتنازلون وجبة واحدة فقط في اليوم”.
وقال السيد رينارد إن جميع شبكات التوزيع التابعة لبرنامج الأغذية العالمي تعمل بكامل طاقتها، وقد تمكن البرنامج من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بصناديق الطعام المباشرة ودقيق القمح. وأضاف أنه بالتعاون مع اليونيسف، يتم تقديم خدمات التغذية الوقائية لأكثر من 300 ألف شخص. كما أشار إلى أن البرنامج يقدم لـ 190 ألف طفل بسكويت عالي الطاقة أو ألواح التمر المدعمة في مساحات التعلم المؤقتة المدعومة من اليونيسف والأونروا – التي تتزايد في جميع أنحاء القطاع.
واقع قاس على العائلات
وعلى الرغم من هذا التحسن، لا يزال الواقع قاسيا بالنسبة للعائلات على أرض الواقع. وروى السيد رينارد قصة جيهان – وهي أم لخمسة أطفال – كانت تخشى خلال الصيف أن تفقد جنينها بسبب سوء التغذية. وفيما أنها الآن في مرحلة التعافي، تعيش في خان يونس مع أطفالها في خيمة تغمرها أمطار الشتاء التي تشهدها القطاع، “بالقرب من القمامة”، بحسب المسؤول الأممي، مضيفا أن هذا “هو الواقع الذي يواجهه الكثير من الناس الآن”.
وقال: “بالأمس، خلال الليل، كانت درجة الحرارة ست درجات. لقد ظلت السماء تمطر طوال الليل في جميع أنحاء قطاع غزة. تعيش العديد من العائلات في الوديان. وهذا هو أكبر مخاوفنا حاليا في غزة. الشتاء لم يبدأ بعد. فماذا ستكون ظروف أولئك الذين لا يستطيعون نقل خيامهم إلى مناطق لن تغمرها المياه؟”

نازحة تقوم بدفع مياه الأمطار خارج خيمتها التي غمرتها سيول الليلة الماضية، بينما يقف أطفالها إلى جانبها في أحد مواقع النزوح في غزة، في وقت تفاقمت فيه الظروف المعيشية القاسية أصلا.
تصادم التجارة والإغاثة
وردا على أسئلة الصحفيين، قال إن البرنامج يعتمد حاليا على نقطتي دخول رئيسيتين – كرم أبو سالم وزيكيم – مما يعني أن أي تحديات هناك يمكن أن “تعرض تدفق البضائع للخطر في أي لحظة”. وبسبب هذا الوضع، هناك ازدحام مروري مستمر عند المعابر، مما يؤدي إلى “صراع دائم بين ما يأتي من القطاع التجاري وما يأتي من الجهات الإنسانية”.
وقال ممثل البرنامج إنه لا ينبغي أن يكون الوضع كذلك، بل يجب أن تعمل كلا القناتين “بكامل طاقتهما وسرعتهما”. كما شدد السيد رينارد على أن الطرق التي يسمح للعاملين الإنسانيين بسلوكها في غزة لا تقل أهمية عن فتح المعابر، مشيرا إلى أن طريق الرشيد غارق بالمياه بسبب الأمطار ومكتظ بالسكان، مما يجعل طريق صلاح الدين، الذي وُعد بفتحه، خيارا أفضل.
وقال إنه مع وصول الغذاء إلى أنظمة التوزيع وحصول العائلات عليه مباشرة “بطريقة لائقة وكريمة”، فإن عمليات النهب اختفت تقريبا، وتحصل بشكل محدود للغاية عندما تصل الشاحنات إلى شارع الرشيد المزدحم. وقال: “لهذا السبب، يتعين على إسرائيل ضمان توفير الطرق المناسبة لنا للوصول إلى مستودعاتنا ثم إلى نقاط التوزيع”.
تجاوز المساعدات العينية
وقال السيد رينارد إن البرنامج يحرص أيضا على توسع عملياته داخل القطاع إلى مناطق خطرة “قريبة جدا من الخط الأصفر” – حيث لا يزال هناك وجود عسكري إسرائيلي على الأرض.
إلا أنه أشار إلى أن المناطق المجاورة للخط الأصفر تعاني نقصا كبيرا في الخدمات والأسواق العاملة، مما يفاقم العجز عن تحمل التكاليف التي يمكن ملاحظتها في جميع أنحاء قطاع غزة، وخاصة فيما يتعلق بمصادر البروتين كالبيض واللحوم والدواجن.
وتوقع أن تظل القدرة على تحمل تكاليف الغذاء تحديا كبيرا، مضيفا أن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار يجب أن تتجاوز المساعدات الإنسانية البحتة والبقاء على قيد الحياة.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى ضمان وجود قطاع خاص أكثر حيوية وخلق فرص عمل في غزة. هذه هي الرسالة الرئيسية التي تلقيتها من الناس. نحن بحاجة إلى تجاوز المساعدات العينية، وسنحتاج إلى ضمان المزيد من التعاون من إسرائيل ومن جميع الوسطاء المختلفين في هذا السياق للمرحلة الثانية”.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة

