الأمم المتحدة: مخاطر الذخائر غير المنفجرة في غزة تزداد بعد وقف إطلاق النار وهناك تضامن حقيقي للتصدي لها
الأمم المتحدة: مخاطر الذخائر غير المنفجرة في غزة تزداد بعد وقف إطلاق النار وهناك تضامن حقيقي للتصدي لها
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أكد السيد لوك إيرفينغ أن خطر هذه الذخائر زاد مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث يعود العديد من السكان إلى المناطق التي نزحوا منها بعدما تعرضت لأعمال قتالية ضارية.
وأشاد بالعمل الحيوي الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية لرفع الوعي، مشددا على ضرورة دعمها ماليا وتقنيا.
وفيما أشار إلى أن إزالة الذخائر ستستغرق وقتا طويلا، شدد على أن هذا العمل ضروري لإعادة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها في القطاع، مؤكدا أن فريق الدائرة سيبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك. وقال: “علينا اتخاذ خطوات صغيرة، وكل يوم سيكون أحسن”.
المزيد في الحوار التالي لوك إيرفينغ رئيس بعثة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأرض الفلسطينية المحتلة.
لوك إيرفينغ: الصراع في غزة كان شديدا للغاية خلال العامين الماضيين، وقد استخدمت جميع أطراف الصراع أسلحة متفجرة. وبناء على ذلك، نعلم أن هناك انتشارا كبيرا لهذه الأسلحة في غزة، وسيستغرق التعامل معها والعثور عليها وقتا طويلا.
لا يمكن الحصول على معلومات دقيقة ومفصلة حول المدة التي سيستغرقها هذا العمل حتى يتاح لنا الوصول الكامل وإجراء مسح فني مفصل، مما سيقدم فهما أعمق للمشكلة.
نعلم من الصراعات السابقة أنه في كل مرة تُستخدم فيها أسلحة متفجرة، يفشل الكثير منها في العمل كما هو مصمم لها، وتصبح ذخائر غير منفجرة تشكل خطرا على حياة وأطراف أي شخص في تلك المنطقة.
أود التأكيد على أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تعمل في غزة منذ عام 2009، وتعمل مع بقية وكالات الأمم المتحدة في غزة طوال الصراعات. قمنا بأنشطة في ظل استمرار الصراع الأخير، والآن، نوسع نطاق عملنا مع ازدياد تنقل الناس وعودة الكثيرين إلى المناطق التي اضطروا للفرار منها.
لذا، من المهم جدا توعية الناس بمخاطر الذخائر المتفجرة، والتخفيف من وطأتها بنشر فرق لإزالة الألغام قادرة على تحديد هذه المواد، وشرح مخاطرها، ووضع علامات عليها.
أخبار الأمم المتحدة: هناك جهد دولي واضح لإعادة غزة إلى حالتها الطبيعية في أسرع وقت ممكن. وأعلم أنكم لا تريدون الحديث عن إطار زمني، ولكن ما الذي يمكن فعله على المدى القصير لإعادة نوع من الحركة الطبيعية في القطاع؟
لوك إيرفينغ: هذا سؤال جيد. لتحقيق أقرب ما يمكن من التعافي المبكر، من المهم جدا تحديد الأولويات بشكل صحيح. ستحدد المجتمعات المحلية والإنسانية المناطق ذات الأهمية العالية لإعادتها إلى حالتها الطبيعية.
في الوقت الحالي، نرى أنه يجب فتح جميع الطرق التي يستخدمها الناس. لتحقيق ذلك، يجب أن تمر المعدات الهندسية عبر تلك المناطق وترفع الأنقاض. هذا بحد ذاته ينطوي على خطر احتواء هذه المناطق على ذخائر متفجرة، لذا يجب فحص تلك المناطق.
ثم ننظر في البنية التحتية، وتحديد أولوياتها يكون من قبل المجتمعات الإنسانية والمحلية. على سبيل المثال، مرافق الصرف الصحي، ومرافق المياه، والمراكز الصحية، والمرافق التعليمية، ومرافق الغذاء، والبنية التحتية الغذائية. جميع الأساسيات ستُعطى الأولوية.
من الأرشيف: فريق من الأمم المتحدة يفحص قنبلة غير منفجرة تزن ألف رطل، في شارع رئيسي في خان يونس، جنوب قطاع غزة.
أخبار الأمم المتحدة: كما ذكرتم سابقا، لم تغادر دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام قطاع غزة قط، وكنتم تعملون حتى خلال الحرب على تطهير بعض المناطق، ولكن الآن تحسنت الظروف التشغيلية. كيف تخططون لتوسيع نطاق عملكم؟
لوك إيرفينغ: نحن نعمل بالفعل على جلب ستة مشغلين آخرين للانضمام إلى فريقنا. ومع حصولنا على مزيد من التمويل، سنخصص عقودا لتقديم خدمات التوصيل والتوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة للشركاء المحليين والدوليين.
نحن نعمل على توسيع نطاق العقود التي تمنح للمنظمات غير الحكومية الدولية لتأتي وتتولى بنفسها أنشطة التخلص من الذخائر المتفجرة وتقييم مخاطرها.
على دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام توسيع نطاق عملها، ولكن أيضا على القطاع بأكمله توسيع نطاق عمله. وأنا أدفع بقوة، كقائد في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، لضمان وصول الناس والمنظمات الأخرى، حتى نتمكن من معالجة هذه القضية بشكل جماعي وفعال لتحقيق أقصى استفادة للناس.
هناك بالفعل مجتمع متماسك من المجتمع المدني الفلسطيني والمنظمات غير الحكومية التي تقدم التوعية بالمخاطر، وعملهم أساسي للغاية ويجب دعمه ماليا وتقنيا. هذه مجتمعاتهم، وهم يعرفون بالضبط من يتحدثون إليه، ومن يقدمون له الخدمات.
لدينا منظمات دولية تنضم إلينا، وتجلب خبراء دوليين لديهم فهم جيد للتخلص من الذخائر المتفجرة. سيعملون على تحديد هذه الذخائر والحد من المخاطر المحيطة بها. ونحن نبذل قصارى جهدنا لتوفير الأدوات والمعدات المناسبة للتخلص منها بأمان.
أخبار الأمم المتحدة: ذكرت المنظمات غير الحكومية الفلسطينية. ما هي بعض الأنشطة التي تقوم بها هذه المنظمات حاليا لزيادة وعي المجتمع بهذه الذخائر المتفجرة؟ وما الذي يمكن للفلسطينيين العاديين فعله لدعم هذه المهمة في غزة؟
لوك إيرفينغ: للمجتمعات المحلية دور حيويٌ للغاية. من الواضح أن هذا يصب في مصلحتهم، لأنها مناطق سكنهم. تقوم المنظمات المحلية بعمل رائع في تقديم توعية مستهدفة للمجتمعات التي تشتد فيها التهديدات، والتي تكون أكثر عرضة للتعرض للذخائر المتفجرة خاصة مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانتقال الناس إلى مناطق كانت في السابق غير قابلة للوصول وغير صالحة للسكن وشهدت صراعا.
من المهم أيضا أن يشارك الناس الرسالة بمجرد حصولهم على هذا الوعي والفهم. هذه ليست معلومات محمية بحقوق الطبع والنشر، بل يجب نشرها، ويجب أن يعرفها الجميع. قطاع مكافحة الألغام ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام يدركان هذا الأمر تماما، ونحرص على إيصال المعلومات الصحيحة إلى الأشخاص المعنيين لمساعدتهم على تقليل المخاطر عليهم وعلى الآخرين.
أحد الطرق في مدينة غزة حيث يبدو الدمار الذي خلفته الحرب جليا.
أخبار الأمم المتحدة: أنا متأكد من أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام كانت تخطط لليوم التالي للحرب، والآن وقد بدا أننا وصلنا إلى هذه المرحلة، كيف تخططون لتأمين التمويل اللازم لهذه الأنشطة؟
لوك إيرفينغ: لقد كنا محظوظين جدا بوجود بعض المانحين الكرماء الذين دعمونا طوال فترة الصراع. إنهم يتحدثون إلينا الآن حول كيفية توسيع نطاق عملنا. وهناك أيضا مانحون جدد مهتمون جدا بتوسيع نطاق عملنا.
أعتقد أن هناك تضامنا جماعيا حقيقيا لضمان توسيع نطاق هذا الجهد بشكل صحيح، ونحن نجري محادثات حول كيفية تحقيق ذلك في جميع أنحاء القطاع.
هناك منصة مسؤولية تنسيق مكافحة الألغام، وهي توحد المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى لمعالجة التحديات المستقبلية بشكل صحيح.
أخبار الأمم المتحدة: كثيرون ينظرون إلى ما حدث في غزة والوضع العام فيها الآن، ويشعرون باليأس، وبأن هذا أمر سيستغرق عقودا لينتهي. ما هي رسالتك لهؤلاء الناس؟
لوك إيرفينغ: لا تفقدوا الأمل. من السهل قول ذلك. لقد زرت غزة مرات عديدة، ورأيت حجم الدمار، وسأزورها قريبا أيضا. الوضع صعب للغاية.
علينا اتخاذ خطوات صغيرة، وكل يوم سيكون أحسن. سأبذل أنا وفريقي قصارى جهدنا لإعادة الحياة إلى طبيعتها، وإزالة هذه التهديدات وتحذير الناس منها. سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة