غزة – تقارير عن وفاة أكثر من 50 طفلا بسبب سوء التغذية، وتحذير من تأثر طويل الأجل على جيل كامل
غزة – تقارير عن وفاة أكثر من 50 طفلا بسبب سوء التغذية، وتحذير من تأثر طويل الأجل على جيل كامل
وفي المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف اليوم الثلاثاء، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة الدكتور ريك بيبركورن: “إن ما نراه في غزة هو أن الناس عالقون في هذه الحلقة المفرغة، حيث يغذي نقص الغذاء المتنوع، وسوء التغذية، والأمراض بعضها بعضا”.
ونبه بيبركورن إلى أن الحظر الإسرائيلي الكامل على المساعدات لم يترك من إمدادات منظمة الصحة العالمية سوى ما يكفي لعلاج 500 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، وهو “جزء بسيط من الاحتياجات الملحة”.
تأتي تعليقات بيبركورن في أعقاب التقرير الجديد للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي نشر يوم الاثنين وحذر من أن 470 ألف شخص في غزة سيواجهون جوعا كارثيا (المرحلة الخامسة والأشد من التصنيف) خلال الفترة بين أيار/مايو وأيلول/سبتمبر 2025، بزيادة قدرها 250 بالمائة عن تقديرات التصنيف السابقة.
أزمة جوع
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة: “هذه واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، وهي تتكشف في الوقت الراهن”.
وتحدث بيبركورن عن زيارته الأخيرة لمستشفى كمال عدوان شمال غزة، حيث يتم فحص أكثر من 300 طفل يوميا في مركز تغذية تدعمه منظمة الصحة العالمية. وأوضح أن المستشفى أبلغ، خلال الزيارة، عن أن أكثر من 11 في المائة من الحالات مصابة بسوء التغذية الحاد الشامل.
ووصف الأطفال المتضررين قائلا: “رأيتهم في الأجنحة. طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، ظننته يبلغ عامين ونصف”.
وحذر المسؤول الأممي من الضرر طويل الأمد الناجم عن سوء التغذية والذي “يمكن أن يستمر مدى الحياة”، مع آثار تشمل التقزم وضعف النمو المعرفي والصحة.
وأضاف: “بدون توفر ما يكفي من الطعام المغذي والمياه النظيفة والوصول إلى الرعاية الصحية، سيتأثر جيل كامل بشكل دائم”.
وأفاد بأن هناك حوالي 31 شاحنة مساعدات تابعة للمنظمة في العريش بمصر، “لكن لا يمكن نقل الإمدادات”، مضيفا أن “هناك أيضا إمدادات في الضفة الغربية، من مشتقات دم وغيرها، يمكن أن تكون هناك (في غزة) عندما يُسمح بذلك”.
ضربة لمجمع ناصر الطبي
وتطرق ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى التقارير التي أفادت بتعرض وحدة الحروق في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع إلى ضربة اليوم الثلاثاء مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين.
وقال بيبركورن: “أحد المصابين في حالة حرجة، ويخضع حاليا لعدة عمليات جراحية. التأثير على البنية التحتية للمستشفى يتمثل في فقدان 18 سريرا في قسم الجراحة، وثمانية أسرة في وحدة العناية المركزة، وعشرة أسرة للمرضى الداخليين”.
وشدد المسؤول الأممي على أن “الرعاية الصحية ليست هدفا”، مجددا دعوته إلى حماية المرافق الصحية، وإنهاء منع المساعدات فورا، وإطلاق سراح جميع الرهائن، ووقف إطلاق النار الذي يؤدي إلى سلام دائم.
نائبة منسق الشؤون الإنسانية تزور المستشفى
وفي الوقت نفسه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن نائبة منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، سوزانا تكاليتس زارت المستشفى برفقة فريق من المكتب حيث تحدثت مع الموظفين وفريق من الأطباء الدوليين هناك.
وأعربت تكاليتس عن صدمتها من تعرض هذا المستشفى إلى هجوم آخر، وهو الرابع منذ بداية هذه الحرب. وأكدت أن هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف، مذكرة بضرورة حماية مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها دائما.
وأفاد المكتب بأن الشركاء في مجال العمل الإنساني على الأرض قالوا إن خمسة مستشفيات فقط في جميع أنحاء القطاع لا تزال تقدم رعاية الأمومة.
وتعاني القابلات من نقص الإمدادات والمعدات، حيث أفاد شركاء الأمم المتحدة بأن حوالي 17,000 أم حامل ومرضعة يعانين من سوء التغذية ويحتجن إلى دعم عاجل، وفقا لما ذكره مكتب أوتشا في آخر تحديث له.
جلسات توعية وزيارات
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قال أيضا إن الأمم المتحدة وشركاءها قدموا جلسات توعية للأطفال في خان يونس هذا الأسبوع، لإرشادهم حول كيفية تجنب الذخائر غير المنفجرة. وفي غضون ذلك، زار فريق أممي يوم الجمعة الماضي مدرستين في دير البلح تعرضتا لغارة جوية قبل يومين.
وأوضح مكتب أوتشا أن مئات العائلات التي تتخذ من هاتين المدرستين مأوى لها تحتاج إلى طرود غذائية وخزانات مياه ومراحيض. ويبذل الشركاء قصارى جهدهم لتوزيع ما تبقى من إمدادات المأوى الطارئة، حيث نفدت الخيام.
وأفاد المكتب بأن السلطات الإسرائيلية تواصل رفض وعرقلة محاولات العاملين في المجال الإنساني للقيام بمهام حيوية في غزة. ولفت إلى أنه من أصل 11 طلبا من الأمم المتحدة لتنسيق التحركات الإنسانية اليوم الثلاثاء، رُفضت خمسة طلبات رفضا قاطعا، بما في ذلك مهمة مُخطط لها لجلب الوقود من رفح لتزويد المستشفيات وسيارات الإسعاف ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة. وتم تسهيل المهمات الست الأخرى، التي شملت تناوب الموظفين.
وفي ظل نفاد الإمدادات والوقت، شدد مكتب أوتشا على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية المبدئية وغيرها من الإمدادات الأساسية إلى غزة لإنقاذ الأرواح، وتسهيل عمل العاملين في المجال الإنساني للوصول إلى الناس في جميع أنحاء القطاع.
وقال إنه يجب على إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وتسهيل وصول المساعدات إلى المحتاجين أينما كانوا.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة