بين فرح وألم – سكان غزة يعلقون على إعلان تأمين وقف إطلاق النار
بين فرح وألم – سكان غزة يعلقون على إعلان تأمين وقف إطلاق النار
تقرير: مراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة
أعده: عزت الفري- مقر الأمم المتحدة
“والله أنا سعيدة وغير سعيدة يا ولدي – سعيدة لأنه إذا كان هناك وقف لإطلاق نار سنتمكن من العودة إلى أماكننا ومنازلنا، وحزينة على أولادنا وأهالينا الذين ماتوا وذهبوا تحت الأرض. إيش نعمل يا ولدي؟”
بهذه الكلمات، وصفت السيدة المسنة مريم الغولة لمراسل أخبار الأمم المتحدة ما يشعر به الكثيرون في غزة اليوم، عقب الإعلان عن اتفاق لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن بناء على اقتراح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
من الصعب وصف المشاعر في هذا اليوم بين الأمل في إسكات البنادق عقب الإعلان، والخسارة التي لا تحتمل والتي تكبدها المدنيون العزل خلال عامين من الحرب الطاحنة.
“دفعنا ثمنا باهظا”
هُجّرت الغالبية العظمى من عائلات غزة مرات عديدة، وسط دمار واسع لمنازل انهارت على ذكرياتها وأحبائها، وأوامر الإخلاء التي طالت تقريبا كل شبر من القطاع. من بينهم، ناصر النجار، الذي نزح من شمال غزة، وهو يحاول الآن البحث عن أي شيء يشبه الأمان في منطقة وسط القطاع، غير قادر على إيجاد مكان آمن حتى الآن.
وقال لمراسل أخبار الأمم المتحدة: “الحمد لله، نحن سعداء جدا لأنباء وقف إطلاق النار ووقف القتل والتهجير والنزوح. لكن شيئا ما لا يزال منقوصا – لقد فقدنا الكثير من الضحايا والشهداء، وجرح الكثير منا. دفعنا ثمنا باهظا. نأمل بمستقبل أفضل وأن يعم السلام على الجميع”.
“فرحة لا توصف”
تتزايد الآمال في القطاع بأن يكون الإعلان عن الاتفاق بداية نهاية معاناتهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية – حياة سيكون من الصعب بالطبع استئنافها بعد حرب خلفت في جميع سكان غزة ندوبا جسدية ونفسية يصعب شفاؤها.
في دير البلح، عبّر فرج عبد ربه لمراسلنا عن فرحته “التي لا توصف” عقب الإعلان، وتمنى أن “يتمم الله الفرحة” على الجميع. وقال: “ندعو الله ألا يتكرر ما شهدناه خلال الحرب. عشنا ظروفا مؤلمة للغاية، فقدنا الكثير من الأحبة، وفقدنا منازلنا، ودمرت حياتنا – دُمر كل شيء، حتى أحلامنا ومستقبل أطفالنا. نتمنى ألا نشهد هذا مرة أخرى”.
من جانبه، قال تيسير جنيد النازح من بيت لاهيا بشمال القطاع، إن مشاعره تُشبه مشاعر كل مواطن فلسطيني اليوم. “سنشعر بالأمن والأمان بعد عامين من الدمار وشلال الدماء بحق الأطفال والكبار والصغار. الجميع في غزة سعداء والفرحة لا تسعنا بانتهاء المجازر بحق المدنيين”.
“إن شاء الله ربنا يعوض علينا”
أعرب بعض السكان عن تطلعهم إلى إعادة بناء منازلهم المدمرة ولمّ شملهم مع أفراد عائلاتهم الذين تفرقوا خلال الحرب، معربين عن أملهم في أن تكون هذه الهدنة خطوة نحو سلام دائم يُنهي سنوات من الصراع في القطاع المحاصر.
ولكن في الوقت الحالي، لا يزال الوضع الإنساني وحالة حقوق الإنسان على الأرض مزريين. فبالإضافة إلى انهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية، يفتقر الناس إلى كل شيء من الغذاء والمياه النظيفة إلى أبسط احتياجات المأوى.
أم محمد عبد ربه تجلس على جانب الطريق أمام الخيام النازحين وسط قطاع غزة.
يتجلى هذا في كلمات أولئك الذين عاشوا ويعيشون الكابوس في غزة، مثل أم أيمن عبد الله، التي قالت لأخبار الأمم المتحدة: “الحمد لله، نحن سعداء بوقف إطلاق النار. لكن الحياة لا تزال صعبة للغاية بالنسبة لنا، خاصة وأننا قادمون من الشمال – كل شيء هناك مدمر. فقدنا أبناءنا ومنازلنا. نطلب الآن الخيام وإمدادات الطوارئ. هذا الصباح، تدفقت الأمطار على خيامنا. إن شاء الله يصلح الحال ولا تعود الحرب”.
أم محمد عبد ربه نزحت من جباليا وهي الآن في دير البلح. قالت إن جميع سكان غزة عاشوا ظروفا صعبة للغاية طوال الحرب، ولكن بعد الإعلان عن الاتفاق، “الحمد لله هدأ بالنا وارتحنا بعض الشيء على الأقل”.
وقالت: “صحيح أننا فقدنا أطفالنا ومنازلنا، ولكن الحمد لله فرحنا. إن شاء الله ربنا يعوض علينا”.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة