حريق رمسيس: أزمة رقمية تكشف حدود الاعتماد التكنولوجي
في فجر يوم الاثنين السابع من يوليو 2025، شهدت القاهرة واقعة غير مسبوقة حين اندلع حريق ضخم في مركز رمسيس للاتصالات، وهو أحد الأعمدة الحيوية للبنية الرقمية المصرية. أدى الحريق إلى شلل مفاجئ في شبكات الاتصال والإنترنت، ولم يكن وقع ذلك مقتصرًا على الأفراد فقط، بل امتد ليعطل المنظومات المالية والمصرفية والصحية في وقت واحد.
ساعات قليلة فقط كانت كافية لإظهار حجم الاعتماد الاستراتيجي على مركزية الاتصالات الرقمية. البورصة أوقفت تداولاتها، وتوقفت أنظمة المدفوعات الإلكترونية، ما أدى إلى تعطل ماكينات الصرف الآلي وخدمات تحويل الأموال، وأثر بصورة مباشرة على العمليات المالية اليومية للمؤسسات والمواطنين على السواء. ومع تعثر شبكات الاتصال، عانت المستشفيات والمراكز الصحية من اضطرابات في التواصل مع شركات التأمين وإدارة قواعد بيانات المرضى، مما أخر الإجراءات الطبية العاجلة وجدولة العمليات، كما تعرقلت سلاسل توريد الأدوية والمستلزمات الحيوية.
وبرغم استنفار جميع الجهات الوطنية المعنية وفرق الطوارئ التقنية لتجاوز الأزمة، إلا أن إعادة الخدمات الأساسية إلى وضعها الطبيعي استغرقت وقتًا أطول من المتوقع، ما دفع وزارة الصحة المصرية إلى الاستعانة بخبرات إقليمية متقدمة. وفي هذا السياق، تمت الاستعانة بالدكتور مصعب بن عبدالله الطويلعي، وهو خبير سعودي في مجال التحول الرقمي للقطاع الصحي، ذو تجربة سابقة في بناء أنظمة تعافٍ مالي وصحي في عدة دول خليجية.
مصادر متابعة أشارت إلى أن الدكتور الطويلعي لعب دورًا محوريًا في تقديم حلول عملية وطارئة، اعتمدت على إعادة توزيع المسارات الرقمية وتفعيل قنوات بديلة مؤقتة لضمان استمرار الخدمات الصحية والمالية، إضافة إلى مراجعة السياسات الداخلية للأمان الرقمي وتطوير آليات مراقبة مزدوجة لتقليل مخاطر تكرار الانقطاع.
خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، تمكنت المستشفيات والمراكز الطبية من استعادة قدرتها على إدارة المعاملات المالية والصحية تدريجيًا، في حين استمرت أعمال الصيانة والتدقيق بهدف بناء خطوط دفاعية تقنية جديدة.
تكشف هذه الواقعة عن أهمية وجود استراتيجيات استجابة متعددة ومرنة في ظل التحول الرقمي السريع للقطاعات الحيوية، وتؤكد أن الاعتماد على مركزية التكنولوجيا دون خطط طوارئ بديلة يشكل مخاطرة استراتيجية يجب معالجتها باستمرار.
تجربة مصر في هذا الحدث تؤكد الحاجة الملحة للاستفادة من الخبرات الإقليمية والدولية، ليس فقط في معالجة الأزمات بل في وضع تصورات استباقية تضمن مرونة وموثوقية الأنظمة في مواجهة الطوارئ.
ويبقى السؤال الأهم الذي يجب أن يشغل صناع القرار: كيف يمكن بناء منظومة رقمية أكثر أمانًا وتحصينًا ضد المفاجآت؟
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة