حرائق كتالونيا تلتهم 3 آلاف هكتار وتُجبر السكان على ملازمة منازلهم

اندلع حرائق ضخمة في متنزه الس بورتس الطبيعي قرب مدينة باولس في مقاطعة تاراجونا شمال شرق إسبانيا، ما أدى إلى احتراق نحو 2899 هكتارا من الغابات، وفق ما أعلنت السلطات المحلية الثلاثاء.

وطالبت الحماية المدنية في كتالونيا عبر منشورات على منصة “إكس” السكان في المناطق المجاورة، والبالغ عددهم نحو 18 ألف شخص، بملازمة منازلهم حفاظا على سلامتهم، بينما تتواصل الجهود للسيطرة على النيران.

رياح عاتية تعقد جهود الإخماد

أفادت خدمات الإطفاء أن الرياح القوية التي وصلت سرعتها إلى 90 كلم/ساعة أسهمت في اتساع رقعة الحريق، وأجبرت فرق الإطفاء على إغلاق عدد من الطرق الحيوية في المنطقة لتفادي تعرض السكان والسيارات للخطر.

ونشرت السلطات أكثر من 300 عنصر من فرق الإطفاء مدعومين بطائرات ومروحيات، فيما انضمت وحدات من الجيش الإسباني (UME) لتعزيز الجهود الميدانية.

دخان كثيف ورائحة الحريق

ووفق شهود، غطت سحب كثيفة من الدخان الرمادي والبرتقالي تلال المنطقة، ما تسبب بانخفاض مستوى الرؤية بشكل ملحوظ.

والمثير للدهشة أن رائحة الحريق وصلت إلى مناطق بعيدة مثل مورسيا، جنوب شرق البلاد وعلى بعد أكثر من 400 كيلومتر، ما أثار القلق بين السكان هناك.

موجة حر غير مسبوقة

تأتي هذه الكارثة البيئية بالتزامن مع موجة حر شديدة تشهدها إسبانيا منذ أيام، حيث أعلنت وكالة الأرصاد الجوية أن شهر يونيو 2025 كان الأكثر سخونة في تاريخ البلاد بمتوسط حرارة بلغ 23.6 درجة مئوية.

وتشير الإحصاءات إلى أن وتيرة موجات الحر تضاعفت 3 مرات خلال العقد الماضي، ما جعل الأراضي أكثر جفافًا وسهولة للاشتعال.

الأرقام تسجل تصاعد الخطر

وفق بيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي (EFFIS):

– 300 ألف هكتار احترقت في عام 2022 (رقم قياسي في أوروبا).

– 42 ألف هكتار احترقت في عام 2024.

– حتى الآن في صيف 2025، أكثر من 21 ألف هكتار التهمتها النيران.

وأشارت وزيرة التحول البيئي سارة أخيسين إلى أن البلاد تستعد لـ”صيف صعب جدًا” على صعيد مواجهة حرائق الغابات.

ما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة؟

أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنه يتابع تطورات الحريق عن كثب، معلنًا تضامنه مع السكان المتضررين، داعيًا الجميع إلى توخي أقصى درجات الحذر.

وتعمل الحكومة الإقليمية على توفير مراكز إيواء مؤقتة في المناطق الآمنة، وتهيئة المستشفيات لاستقبال الحالات الطارئة.