بين إكس وتروث سوشيال.. خلاف ترامب وماسك ينتقل إلى مسائل التواصل

تشهد الساحة الأمريكية مواجهة إلكترونية محتدمة بين الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، تتجاوز الخلافات السياسية التقليدية إلى ساحة حرب رقمية بين منصتي “تروث سوشيال” و”إكس”، في صراع يعكس طموحات متضاربة للسيطرة على وعي الناخب الأمريكي.

كان ماسك من أكبر الداعمين لحملة ترامب الرئاسية لعام 2024، وتولى سابقًا إدارة فريق “الكفاءة الحكومية”، لكن سرعان ما تصاعدت الخلافات بين الطرفين بسبب الميزانية الجديدة التي وصفها ماسك بأنها “كارثية”، متهمًا إدارة ترامب بتضخيم الدين العام الأمريكي.

رد ترامب لم يتأخر، بل جاء على منصته “تروث سوشيال”، مهاجمًا إعلان ماسك عن تأسيس حزب جديد باسم “حزب أمريكا”، واصفًا ذلك بأنه “فكرة سخيفة تهدف لتشتيت الصف الوطني”.

تروث سوشيال في مواجهة إكس

على “تروث سوشيال” كتب ترامب: “ماسك فقد السيطرة، وتحول إلى كارثة في الأسابيع الخمسة الأخيرة، حزبه لا معنى له”.

ورد ماسك على “إكس”: “لا أعرف تروث سوشيال، هل هذه منصة جادة فعلا؟”، وأرفق رده باقتباس شهير من رواية Dune: “الخوف هو الموت الصغير الذي يؤدي إلى الفناء التام”، في إشارة ساخرة إلى ردود ترامب.

التكنولوجيا سلاح سياسي جديد

ويبدو أن منصات التواصل لم تعد أدوات نشر، بل تحولت إلى ساحات معارك سياسية، إذ يستخدم كل من ترامب وماسك منصته كمنبر لهجماته وتوجيه الرأي العام.

ترامب يراهن على “تروث سوشيال” كبديل محافظ لمنصات يعدها منحازة، بينما يسوق ماسك لمنصة “إكس” كمنصة حرة التعبير، ويستخدمها لتصفية خصوماته السياسية.

هذا الانقسام بين منصتين يمثل توجهًا جديدًا في المشهد السياسي الأمريكي، إذ يتصارع القادة ليس فقط على السلطة، بل على التحكم في الفضاء الرقمي.

هل تتحول الحرب الإلكترونية إلى انقسام شعبي؟

يرى مراقبون أن هذا التصعيد الرقمي بين ترامب وماسك سيخلق “جبهات إلكترونية” بين أنصار كل منهما، ما يعزز الاستقطاب السياسي في الداخل الأمريكي.

وتشير استطلاعات ميدانية إلى أن: 42% من أنصار ترامب لا يثقون في “إكس”، بينما 51% من جمهور ماسك يرون أن “تروث سوشيال” لا تعكس حرية التعبير.