ترامب يُصعد هجومه على باول مجددًا ويطالب بخفض أسعار الفائدة فورًا

صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هجومه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مطالبا بخفض أسعار الفائدة بشكل فوري، في وقت تمسك فيه باول بموقفه المتأني حيال سياسة الفائدة، وذلك خلال تقريره نصف السنوي أمام الكونجرس الأمريكي.

وفي منشورات على منصته “تروث سوشال”، وصف ترامب باول بـ”الغبي والعنيد”، متهمًا إياه بـ”عدم الكفاءة”، مضيفًا:

“سنُجبر على دفع ثمن أخطائه سنوات قادمة”.

وجه ترامب انتقادات حادة لموقف الاحتياطي الفيدرالي، وقال إن “أوروبا خفضت الفائدة 10 مرات، ونحن لم نفعل شيئًا”، مشددًا على أن الاقتصاد الأمريكي رائع ولا يعاني التضخم، ما يبرر – بحسب رأيه – خفض معدلات الفائدة بمقدار نقطتين إلى 3 نقاط مئوية، الأمر الذي “سيوفر للولايات المتحدة أكثر من 800 مليار دولار سنويًا”.

باول يطالب بالتريث

في المقابل، أكد جيروم باول، في جلسة استماع أمام لجنة المال في مجلس النواب، أن الاحتياطي الفيدرالي “في وضع جيد يسمح له بالتريث”، قائلًا: “نريد معرفة المزيد عن التطورات الاقتصادية قبل أي مراجعة للسياسة النقدية”.

ورأى باول أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ عودته إلى السلطة “قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي”، وهو ما يهدد بعودة التضخم مجددًا.

الفائدة ثابتة والتضخم مقلق

كان الاحتياطي الفيدرالي قرر الأسبوع الماضي، بالإجماع، الإبقاء على معدلات الفائدة بين 4.25% و4.50% للمرة الرابعة على التوالي، وهو ما أغضب ترامب الذي لمح صراحة إلى إمكانية إقالة باول قائلا: “ربما سأضطر إلى تغيير رأيي بشأن إقالته”.

في سياق متصل، خفض الفيدرالي الأمريكي توقعاته الاقتصادية، مرجحًا تباطؤ النمو وارتفاع معدل البطالة والتضخم، مشيرًا إلى احتمال وصول التضخم إلى 3% سنويًا، مقارنة بـ2.1% في أبريل الماضي.

استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

رغم أن ترامب هو من عين باول رئيسًا للاحتياطي الفيدرالي عام 2018، لكن العلاقة بين الرجلين اتسمت بالتوتر في أكثر من محطة، لا سيّما حين تتعارض قرارات الفيدرالي مع السياسات المالية التي يتبناها ترامب.

ورغم التصعيد، شدد باول على أن المؤسسة النقدية الأمريكية “تعمل بشكل مستقل وتخدم مصلحة الاقتصاد والمجتمع”، مشيرًا إلى أن دور الاحتياطي هو تحقيق “التوظيف الكامل واستقرار الأسعار”، وليس إرضاء السلطة التنفيذية.