كيف حطمت روسيا «أكبر عقوبات في الكوكب» وهزمت اقتصادات «جي 7»؟

أصبحت روسيا الدولة الأكثر محاصرة بالعقوبات الاقتصادية على وجه الأرض، منذ حربها مع أوكرانيا في عام 2022، ومع ذلك حقق اقتصادها أرقامًا ملفتة للنظر، بل وتفوق على اقتصادات أعضاء مجموعة السبع الكبرى.

نمو يتفوق على دول الـ G7

تشير الأرقام الرسمية الروسية لعام 2024، أن اقتصاد البلاد حقق نموًا بنسبة 4.3% في العام الماضي، مقارنة بـ1.1% في بريطانيا، و2.8% في الولايات المتحدة.

وعلى صعيد العملة، تعافى الروبل الروسي، متجاوزًا الدولار واليورو، والين، وهو يتربع حاليًا على قمة أفضل العملات أداءً في العالم في 2025، بمكاسب تخطت 40%، وفقًا لبيانات “بنك أوف أمريكا”.

أقل معدل بطالة على الإطلاق

يقول الخبير الاقتصادي المقيم في موسكو، يفجيني نادورشين، لـ “بي بي سي”، إن معدل البطالة في روسيا يبلغ حاليًا أدنى مستوى له على الإطلاق، وهو 2.3%، ومن المرجح أن يبلغ ذروته عند 3.5% فقط العام المقبل.
في المقابل، بلغ معدل البطالة في المملكة المتحدة 4.6% في أبريل الماضي.

كيف فعلت موسكو ذلك؟

كان هذا النمو مدفوعًا بالإنفاق العسكري القياسي للكرملين، وظلت صادرات البلاد من النفط مستقرة من حيث الحجم، حيث تم تحويل الإمدادات الي كانت متجهة إلى أوروبا إلى الصين والهند.
وساعد “أسطول الظل الروسي”، وهو شبكة من السفن التجارية تدار تحت سيطرة غير مباشرة من روسيا، في الالتفاف على العقوبات الدولية، وبشكل خاص صادرات النفط.

استسلام المعاقبين

إذا توصلت أوكرانيا وروسيا إلى اتفاق سلام هذا العام، وهو أمرٌ وارد بحسب عدد من المحللين، فسيضيف ذلك مزيدًا من الزخم للاقتصاد الروسي.
وقد أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في تطبيع العلاقات، بل وحتى إقامة شراكات اقتصادية جديدة مع موسكو.

ورغم التحفظ الأوروبي على استئناف التبادل التجاري مع روسيا، وخاصة صادرات النفط والغاز والفحم، يرى المتخصص في الشؤون الروسية توث تشيفرا أن ذلك من غير المرجح أن يعيق قدرات الاقتصاد الروسي على النمو أو التنوع في السنوات القادمة.