تقرير: هذه السلع مرشحة لمواصلة الصعود في النصف الثاني من 2025
مع اقتراب نهاية النصف الأول من عام 2025، تشهد الأسواق العالمية عودة قوية للسلع، مدفوعة بعوامل جيوسياسية واقتصادية متشابكة، يأتي في مقدمتها الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وارتفاع الطلب الموسمي، وتقلبات الإمدادات، من الذهب والنفط إلى الحبوب والمعادن الصناعية، تتنوع المحركات، لكن النتيجة واحدة: أداء متفوق ومؤشرات على استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
فما أبرز تطورات هذه القطاعات؟ وكيف تتفاعل الأسعار مع المتغيرات الإقليمية والدولية؟
ارتفاع مؤشر بلومبرغ للسلع: أفضل أداء شهري منذ مارس 2022
يسجّل قطاع السلع أداءً لافتًا مع اقتراب نهاية النصف الأول من عام 2025، حيث ارتفع مؤشر بلومبرغ الإجمالي للعائدات بنسبة 7.8% حتى منتصف يونيو، مقتربًا من أفضل أداء شهري له منذ مارس 2022، تاريخ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
أما في 2025، فيشكّل التوتر بين إسرائيل وإيران العامل الأبرز خلف هذا الصعود، لا سيما في قطاع الطاقة.
المعادن تتفوق… لكن احتمالات التصحيح تلوح بالأفق
رغم التفوق المستمر للمعادن الثمينة، التي سجلت مكاسب تجاوزت 25% منذ بداية العام، بدأت مؤشرات التباطؤ بالظهور خلال يونيو، وسط تحسن أداء قطاعات الطاقة والحبوب. ما يعزز أهمية التنويع الاستثماري في ظل تقلبات الأسواق.
النفط والزراعة تحت تأثير «علاوة الحرب»
ارتفعت أسعار الخام بنحو 10 دولارات للبرميل مع إضافة علاوة مخاطر بسبب احتمال تعطل الإمدادات عبر مضيق هرمز، الذي تمر عبره قرابة 20 مليون برميل يوميًا.
كما ارتفعت أسعار الديزل والمنتجات المكررة بفعل التوترات الجيوسياسية وتزايد الطلب الموسمي.
ارتفعت أسعار الحبوب، خاصة الذرة وفول الصويا، بدعم من ارتفاع الطلب على الوقود الحيوي المرتبط بأسعار البنزين والديزل. أما القمح، فقد تأثر بمخاوف الأمن الغذائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة اضطرابات الإمدادات.
على عكس بقية المحاصيل، لم تشهد أسعار السكر تحركات تذكر، وذلك في ظل توقعات إنتاج قوية من البرازيل والهند وتايلاند، رغم قدرته على التحول إلى إنتاج الإيثانول.
المعادن الصناعية تدخل المشهد… التضخم يهدد بالعودة
بدأت المعادن الصناعية بالاستجابة تدريجيًا، ويبرز الألمنيوم كمرشح للارتفاع نظراً لتكلفة إنتاجه المرتفعة.
أي اضطرابات إقليمية في الشرق الأوسط، كمصدر رئيسي، قد تشدد الإمدادات للأسواق الغربية.
مع استمرار ارتفاع الطاقة، ترتفع أيضًا تكاليف التعدين والتكرير، مما يزيد من الضغوط التضخمية، في وقت تتجه فيه السياسات الأميركية مجددًا نحو الحماية الجمركية.
الذهب والفضة والبلاتين: تصحيح تقني أم بداية انعكاس؟
بعد مكاسب قوية، شهد الذهب تراجعًا هذا الأسبوع مع اتجاه المتداولين إلى جني الأرباح عقب اجتماع الفيدرالي الأميركي.
ومع ذلك، تظل العوامل الداعمة قوية، منها الطلب المركزي والمخاطر الجيوسياسية.
بعد أن تجاوزت 37 دولارًا، تراجعت الفضة إلى قرب دعم فني مهم عند 35 دولار. ويتوقف استمرار الاتجاه الصعودي على الحفاظ على هذا المستوى.
بلغ البلاتين ذروته عند 1340 دولارًا – الأعلى منذ 2021 – لكنه لم يخترقها بعد. تجاوز هذا الحاجز سيكون مؤشرًا على تحول طويل الأمد في السوق.
النفط بين علاوة الحرب والضغوط الواقعية
ارتفع خام برنت نحو 80 دولارًا بعد ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، مما رفع احتمالات التصعيد.
رغم ذلك، تشير أساسيات السوق إلى سعر أقرب لـ70 دولارًا ما لم تحدث اضطرابات فعلية.
في حال اندلاع اضطرابات فعلية، قد ترتفع الأسعار إلى 100 دولار، قبل أن تتراجع مع تفعيل احتياطات استراتيجية وتحويل مسارات التصدير.
القمح والحبوب: ارتفاع بفعل تغطية مراكز البيع
سجلت عقود القمح أعلى مستوياتها خلال شهرين، مدعومة بأحوال جوية غير مواتية وطلب قوي من شمال أفريقيا. ورغم تحسن جودة المحاصيل في أميركا، دفع تقليص المراكز البيعية الأسعار إلى الأعلى.
أي صعود إضافي في الأسعار سيعتمد على مؤشرات سلبية جديدة في الإنتاج العالمي، وإلا فالحركة الحالية قد تظل ضمن إطار تصحيح تقني مؤقت.
تنوع الأصول مفتاح التحوط في زمن التوترات
واوضح أولي هانسن رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، انه في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتغيرات المناخية والسياسات الاقتصادية المتشددة، تؤكد تطورات الأسواق أهمية تنويع المحافظ الاستثمارية بين المعادن والطاقة والسلع الزراعية لتفادي تقلبات حادة واستغلال الفرص الصاعدة.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة