الذهب-ثابت…-والنحاس-يسقط:-مشهد-دراماتيكي-في-أسواق-المعادن

الذهب ثابت… والنحاس يسقط: مشهد دراماتيكي في أسواق المعادن

قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”، إن الأسواق العالمية لا تزال تتأثر بشكل مباشر بتحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خصوصاً في قطاعي السلع والمعادن.

في يوليو، انصبّ التركيز على المفاوضات التجارية المكثفة التي سبقت الموعد النهائي الذي حدده ترامب لنفسه في الأول من أغسطس. وبينما تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الاتحاد الأوروبي، استمرت المفاوضات مع الصين، لكن دولاً تجارية أخرى واجهت صعوبة في التفاهم مع واشنطن.

رغم هذه الأجواء السياسية المتوترة، ساد هدوء غير معتاد في الأسواق، ما أتاح لمؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك تسجيل مستويات قياسية جديدة، مدعومين ببيانات اقتصادية أمريكية قوية دفعت إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة، وارتفاع عوائد السندات، وتحسن أداء الدولار.

المعادن الثمينة: تماسك بعد صعود قوي

أنهت المعادن الثمينة شهر يوليو بحالة من التماسك بعد مكاسب قوية في النصف الأول من 2025. إذ واصلت الفضة والبلاتين تقليص الفجوة مع الذهب، الذي بقي ضمن نطاق ضيق بعد بلوغه مستوىً قياسياً بلغ 3,500 دولار في أبريل.

البلاتين سجل مكاسب سنوية وصلت إلى 61%، بينما اقتربت الفضة من مستوى 40 دولار للأونصة، وهو الأعلى منذ 2011، لكنها لا تزال دون ذروتها التاريخية عند 50 دولار.

النحاس: من الصعود التاريخي إلى الخيبة

شهد النحاس تذبذبات كبيرة، حيث ارتفعت الأسعار في بورصة نيويورك إلى مستوى قياسي عند 5.8955 دولار للرطل في 8 يوليو، بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس – أي ضعف توقعات السوق.

لكن المفاجأة جاءت لاحقاً عندما أعلن ترامب أن النحاس المكرر في الأسواق الآجلة سيُستثنى من الرسوم حتى يناير 2027، ما أدى إلى:

  • انهيار فوري في علاوة الأسعار بين نيويورك ولندن

  • تكبّد المتعاملين خسائر ضخمة

  • تراكم المخزونات الأمريكية إلى أعلى مستوى لها منذ 21 عاماً

وقد يؤدي فائض المعروض إلى انخفاض الأسعار الأمريكية دون الأسعار العالمية خلال الفترة المقبلة.

النحاس على المدى الطويل: سلعة استراتيجية

ورغم التقلبات، استقرت أسعار النحاس في بورصة لندن عند 9,550 دولار للطن، بدعم من توقعات إيجابية طويلة الأمد.

أبرز دوافع النمو:

  • التحول الطاقي وكهربة النقل

  • الذكاء الاصطناعي وتوسّع مراكز البيانات

  • إعادة توطين الصناعات في الغرب

وتبقى الإمدادات مقيدة بسبب نقص الاستثمارات، إلى جانب اضطرابات في الإنتاج مثل حادث تعدين في تشيلي، ما يدعم توقعات استمرار ارتفاع الأسعار على المدى المتوسط والطويل.

الذهب والفضة والبلاتين: هل انتهت موجة الصعود؟

دخلت المعادن الثمينة في مرحلة من التماسك خلال يوليو، رغم المكاسب القوية في النصف الأول من العام:

  • الذهب: +27%

  • الفضة: +27%

  • البلاتين: +50%

ويبدو أن الزخم لم ينتهِ بعد، خاصة بعد بيانات الوظائف الأمريكية المخيبة للآمال، والتي أعادت احتمال خفض الفائدة إلى الواجهة.

ماذا تتوقع الأسواق؟

  • خفض شبه مؤكد لأسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي في 17 سبتمبر

  • تخفيضات إضافية محتملة في 2026

  • انخفاض محتمل بمقدار 125 نقطة أساس بحلول سبتمبر المقبل

هذا السيناريو يُعزز الطلب على المعادن، وخصوصاً من خلال صناديق المؤشرات المدعومة بالمعادن (ETFs)، نتيجة انخفاض تكلفة الفرصة البديلة مقارنة بالسندات.

لماذا تظل المعادن الثمينة ملاذاً آمناً؟

تتمتع المعادن الثمينة بخصائص تجعلها فريدة مقارنة بالسندات والعملات الورقية:

  • محايدة سياسياً وغير مرتبطة بجدارة ائتمانية لأي دولة

  • مخزن عالمي للقيمة، ما يدفع البنوك المركزية حول العالم إلى تعزيز احتياطاتها من الذهب

نظرة فنية:

  • الذهب: يتحرك في نطاق 3,245 – 3,440 دولار

  • الفضة: تراجعت قليلاً، مع دعم عند 35 دولار

  • البلاتين: شهد تصحيحاً توقف عند 1,260 دولار، مع مقاومة عند 1,345 دولار

صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة