الذهب-يرتفع-والفضة-تخترق-مقاومة-والنحاس-في-دائرة-الترقب

الذهب يرتفع والفضة تخترق مقاومة والنحاس في دائرة الترقب

شهدت أسعار الذهب والفضة اختراقات فنية بارزة في بداية يونيو، ما يشير إلى تحولات جوهرية في مسار المعادن الثمينة، وسط تراجع حاد في قيمة الدولار الأمريكي ومخاوف متزايدة من اضطرابات جيوسياسية وتجارية.

الذهب يكسر حواجز فنية وسط ضغوط الدولار والتوترات الجيوسياسية

بعد فترة من التماسك، اخترق الذهب خط الاتجاه الهابط من ذروته التاريخية في أبريل عند 3500 دولار للأونصة، ليتحول هذا المستوى إلى دعم قوي عند 3325 دولار.
وجاء هذا التحرك مدفوعًا بهبوط مؤشر بلومبرغ للدولار إلى أدنى مستوياته خلال عامين، مما عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وقال رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك أولي هانسن، تلوح في الأفق مخاطر بنيوية على الدولار الأمريكي نتيجة السياسات الحمائية والانقسامات السياسية، ما يدفع المستثمرين، لا سيما الصناديق السيادية، إلى تقليل تعرضهم لأصول مقوّمة بالدولار، والتحول نحو الذهب للتحوط من المخاطر.

وتبرز أزمة “جدار إعادة التمويل” في سوق السندات الأمريكية كعامل ضغط إضافي، إذ تواجه وزارة الخزانة الأمريكية استحقاقات تتجاوز 9.2 تريليون دولار في عام 2025، بالتزامن مع عجز متوقع قدره 1.9 تريليون دولار، وفق تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس.
في ظل هذا السياق، تتزايد التوقعات بعودة السياسات التيسيرية، ما قد يدفع الذهب نحو مستويات 4000 دولار على المدى المتوسط.

الفضة تخترق مقاومة تاريخية وتقترب من قمة 12 عاماً

حققت الفضة أقوى مكاسب يومية منذ أكتوبر الماضي، مرتفعة بنسبة 5.4% لتخترق مستوى المقاومة الفني عند 33.68 دولار، والذي أصبح الآن دعماً رئيسياً.
وارتفعت الأسعار مدفوعة بتوسع صعود أسعار السلع الأساسية، خاصة الذهب والنحاس، إلى جانب استمرار ضعف الدولار الأمريكي.

ورغم التوقف المؤقت دون قمة أكتوبر 2023 البالغة 34.90 دولار، إلا أن الزخم الصعودي لا يزال قائمًا، لا سيما في ظل الطلب الصناعي القوي من قطاع الطاقة الخضراء والمركبات الكهربائية.
وتُشير التحليلات الفنية إلى إمكانية تجاوز مستوى 36 دولار في حال ثبات الذهب وتراجع النسبة بين الذهب والفضة (XAU/XAG) إلى حدود 91.5.

النحاس: حالة ترقب وقلق بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية المرتقبة

يواجه سوق النحاس حالة من التذبذب المرتفع وسط ترقب لقرار وزارة التجارة الأمريكية بشأن فرض رسوم جمركية على واردات النحاس، بعد أن رفعت إدارة ترامب الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50%.

ويُتوقع أن يؤدي فرض رسوم تصل إلى 25% على النحاس إلى اضطرابات في سلسلة الإمداد العالمية، خاصة مع تصاعد الطلب على هذا المعدن في تطبيقات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي.
ومنذ بدء التحقيقات في فبراير الماضي بموجب المادة 232 من قانون توسيع التجارة، اتسعت الفجوة بين أسعار النحاس في بورصتي نيويورك ولندن لتتراوح بين 6% و15%.

وفي الوقت الذي تمثل فيه الولايات المتحدة 6% فقط من الطلب العالمي، فإن تخزين الشحنات محليًا استعدادًا للرسوم قد يُفضي إلى نقص عالمي في المعروض بالفعل، تراجعت المخزونات الخاضعة للرقابة في البورصات العالمية بمقدار 196 ألف طن منذ مارس.

النحاس بين دعم عالمي ومخاوف محلية

فنياً، تتداول عقود النحاس الآجلة في بورصة لندن بين مستويات 9440 و9660 دولار للطن بعد تراجعها المؤقت في أبريل، وسط مخاوف من تراجع النشاط الصناعي الصيني، الذي انعكس في انخفاض مؤشر مديري المشتريات الصناعي “كايشين” إلى 48.3، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2022.

تعكس تحركات الذهب والفضة الأخيرة تزايد الإقبال على الأصول الآمنة وسط ضغوط الدولار الأمريكي وتزايد التوترات الجيوسياسية.
وفي المقابل، لا يزال سوق النحاس يعيش حالة من عدم اليقين بسبب احتمالات فرض رسوم جمركية أمريكية.
ويبدو أن النصف الثاني من 2025 سيشهد تقلبات كبيرة في أسواق المعادن، مع احتمال استمرار الاتجاه الصعودي للذهب والفضة في ظل البيئة المالية الحالية.

صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة