الذهب يمر بـ «تصحيح طبيعي».. و3 عوامل تحسم مسار المعدن الأصفر

أنهى الذهب تداولاته الأسبوع الماضي دون مستوى 4 آلاف دولار للأوقية، مع تراجع حمى المعدن النفيس نسبيًا خلال الفترة القليلة الماضية تحت ضغط الدولار الأمريكي الذي حقق تعافيًا ملحوظًا الأسبوع الماضي، وانحسار التوتر الجيوسياسي، وتقدم محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

ويتوقع عدد من المحللين أن يواصل الذهب تراجعه على المدى القصير في إطار حركة تصحيح طبيعية، مع احتمال وصوله إلى ما بين 3850 إلى 3900 دولارًا للأوقية.

ويضع المحللون 3 سيناريوهات رئيسية قد تحد من الزخم الصعودي للمعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة.

ثبوت استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

اندلعت الارتفاعات الأخيرة في أسعار الذهب عقب محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إقالة ليزا كوك، عضو مجلس محافظي البنك المركزي. وإذا فازت في قضيتها أمام المحكمة العليا العام المقبل، فسيختفي أحد أهم العوامل الدافعة لصعود الذهب.
ويقول واين جوردون، المحلل في بنك “يو بي إس”، إن الاحتياطي الفيدرالي طالما كان سببًا في “قتل” صعود الذهب عبر فترات سابقة. فعند وجود ما يهدد استقلال السياسة النقدية، تضطرب الأسواق، ويُهرع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة كالذهب والمعادن، لحماية مدخراتهم. ومن شأن تأكّد استقلالية “الفيدرالي” أن يحد من الاتجاه الصعودي للأصول الآمنة التقليدية.

توقف البنوك المركزية عن تكديس الذهب

أدى رفع بعض البلدان مشترياتها من الذهب منذ بداية العام إلى صعود الأسعار إلى مستويات تاريخية. ومما يذكر أن رئيس البنك المركزي الفلبيني السابق أوصى الأسبوع الماضي بأن يبدأ البنك في بيع بعض حيازاته من الذهب نظرًا لتجاوزها النسبة المستهدفة. وأي انخفاض في مشتريات البنوك المركزية سيزيل أحد أهم محركات الصعود للمعدن النفيس.

عودة الدولار الأمريكي إلى الصعود

العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي علاقة عكسية، بمعنى أنه كلما انخفضت قيمة الدولار ازدادت جاذبية الذهب (وخاصة الذهب المقوم بالدولار) لأنه يصبح في هذه الحالة أقل سعرًا بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
ويقول سعد رحيم، كبير الاقتصاديين في مجموعة “ترافيجورا”: “إذا تمكنت أمريكا والصين من تجنب حرب تجارية، وتسارع نمو الاقتصاد الأمريكي، وتبددت المخاوف بشأن الدين الحكومي، فسوف ينعكس ذلك إيجابيًا على الدولار، وسلبيًا على الذهب.”
وأضاف: “مع ذلك، لا بد من الانتباه للانخفاضات والارتفاعات. قد يصل سعر الذهب إلى 5000 دولار، وقد يصل إلى 3500 دولار، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد “احتمال حدوث تصحيحات سعرية قصيرة الأجل.”