دراسة نمساوية: الخشب يقاوم حريق السيارات الكهربائية!

من كان يتوقع أن مادة قابلة للاشتعال يمكن أن تكون حلاً لتحدي احتراق بطاريات السيارات الكهربائية؟ هذا ما كشف عنه فريق من المهندسين في جامعة غراتس التقنية في النمسا، حيث صمموا غلافًا مبتكرًا لبطاريات السيارات الكهربائية مصنوع جزئيًا من الخشب، مؤكدين أنه لا يقل صلابة عن الأغلفة المصنوعة من الألمنيوم، بل ويتفوق عليها في جوانب الأمان البيئي والحراري.

الغلاف الجديد يعتمد على بنية هجينة تجمع بين نواة خشبية من أنواع مستدامة مثل الحور والبتولا، مغلفة بطبقات رقيقة من الفولاذ خفيف الوزن. وتبيّن أن هذه التركيبة لا تقل قوة عن الهياكل المصنوعة من الألمنيوم عالي الصلابة، بل تتمتع بقدرة امتصاص صدمات تفوقها بنسبة تصل إلى 98%.

في اختبارات اصطدام متعددة شملت الاصطدام بحاجز فولاذي دائري، أظهرت التقنية نتائج تتفوق على بطارية تسلا موديل S في مقاومة الانحناء وتحمل التشوهات الكبيرة. ورغم أن وضع بطارية قابلة للاشتعال داخل “صندوق خشبي” قد تبدو غير منطقية، إلا أن إضافة طبقة من الفلّين المقاوم للحريق عززت السلامة الحرارية بشكل مذهل، حيث سجّلت درجات حرارة على الجهة المعاكسة للحريق أقل بـ100 درجة مئوية من تسلا.

الباحث فلوريان فيست، القائم على المشروع، أوضح أن الفلّين عند تعرضه لحرارة عالية يتفحّم، ما يقلل بشكل كبير من التوصيل الحراري ويؤمّن حماية ممتازة للبطارية ومحيطها.

هذا الابتكار يسلط الضوء على إمكانيات استخدام المواد العضوية المعاد تدويرها في تطوير مركبات كهربائية أكثر أماناً واستدامة، مع الحفاظ على الأداء العالي.