فورد تعيد تعريف استراتيجيتها العالمية وتراهن على السيارات العاطفية بدل الطرازات الاقتصادية

تشهد شركة فورد الأمريكية تحولًا استراتيجيًا هادئًا لكنه عميق التأثير، بعد تراجعها عن نهج استمر لعقود في إنتاج السيارات الصغيرة منخفضة التكلفة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على أرقام مبيعاتها العالمية. هذا التغيير لم يقتصر على خطط السيارات الكهربائية فحسب، بل شمل إعادة رسم هوية الشركة بالكامل.

الرئيس التنفيذي لفورد، جيم فارلي، كشف في تصريحات حديثة لصحيفة أرجنتينية عن الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، مؤكدًا أن الاستمرار كشركة شاملة تقدم جميع فئات السيارات لم يعد مجديًا من الناحية المالية. وأوضح أن فورد لم تستطع مجاراة تكاليف الإنتاج المنخفضة لدى شركات مثل تويوتا وهيونداي وكيا، خاصة في فئة السيارات الاقتصادية مثل فييستا وفوكس.

وأشار فارلي إلى أن طموح فورد في تقديم سيارات “شعبية” على غرار موديل T التاريخية اصطدم بواقع التكاليف، ما جعل نموذج العمل غير مستدام، سواء في الولايات المتحدة أو في أسواق مثل أمريكا اللاتينية. ونتيجة لذلك، قررت الشركة التركيز على ما تسميه “السيارات العاطفية”، وهي الطرازات التي تعتمد على الأداء العالي أو الطابع المغامر أو الإرث التاريخي.

خلال السنوات الأخيرة، أوقفت فورد عددًا من طرازاتها الرئيسية مثل فيوجن وتوروس وإيدج، ومع خروج إسكيب مؤخرًا من السوق الأمريكية، تقلصت التشكيلة بشكل واضح. ورغم انخفاض المبيعات السنوية من أكثر من 6.3 مليون سيارة قبل 2018 إلى ما بين 4.2 و4.4 مليون سيارة حاليًا، إلا أن العوائد المالية تحسنت بفضل التركيز على طرازات عالية الربحية مثل موستانج GTD، وبرونكو رابتور، وF-150 رابتور R، ما يؤكد أن فورد باتت تفضل الجودة والتأثير على حساب الكمية.