أسواق أوروبا واليابان ترفض السيارات الأمريكية، والسبب؟

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يرى أن العائق أمام انتشار السيارات الأمريكية في اليابان وأوروبا هو الحواجز التجارية، لكن الواقع يكشف أن المشكلة أعمق وأكثر ارتباطًا بالثقافة والاحتياجات المحلية.

بينما يعتمد عمالقة ديترويت على سيارات البيك أب الضخمة، والـSUV كبيرة الحجم، سيارات العضلات، فإن المستهلكين في طوكيو ولندن وباريس يفضلون سيارات أصغر وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود مثل تويوتا كورولا وفولكس واجن جولف ورينو كليو، نظرًا لملاءمتها للطرق الضيقة وتكاليف الوقود المرتفعة.

الأرقام توضح الفجوة الكبيرة في الإقبال: من أصل 3.7 مليون سيارة بيعت في اليابان العام الماضي، لم تُبع سوى 570 سيارة شيفروليه، 420 كاديلاك، و120 دودج، بينما توقفت فورد عن البيع هناك منذ ما يقارب العقد. حتى في أوروبا، تراجعت مبيعات فورد من 1.26 مليون سيارة في 2005 إلى 426 ألف فقط في 2024، بعد تحول الشركة من إنتاج السيارات الصغيرة إلى التركيز على الـSUV والشاحنات.

هناك استثناءات محدودة مثل نجاح جيب في اليابان بفضل توفيرها نسخًا بمقود على اليمين، إضافة لجمهور صغيرة من عشاق السيارات الأمريكية الكلاسيكية والحديثة. لكن التحدي الأساسي يظل في البنية التحتية، حيث صُممت هذه السيارات لطرق واسعة وسرعات عالية، ما يجعل قيادتها في شوارع اليابان أو أحياء أوروبا القديمة أمرًا صعبًا.

في النهاية، حتى مع تخفيض الرسوم الجمركية، يبدو أن الحل الحقيقي أمام العلامات الأمريكية هو إعادة التفكير في حجم وتصميم سياراتها لتناسب الأسواق العالمية.