أزمة المعادن النادرة تضع صناعة السيارات في حالة جمود

في ظل اشتداد التوترات التجارية العالمية، برزت أزمة جديدة تهدد استقرار صناعة السيارات: نقص المعادن النادرة. والتي تضر بالعديد من الشركات وكان آخرها سوزوكي اليابانية التي أعلنت عن اضطرارها لإيقاف إنتاج سيارة سويفت مؤقتاً.

المعادن النادرة: المورد الصامت الذي يهدد الصناعة

السبب المباشر هو نقص المكونات الأساسية من المعادن النادرة، والمرتبطة بقيود التصدير التي فرضتها الصين منذ أبريل الماضي. تُستخدم المعادن النادرة في تصنيع مجموعة من الأجزاء الحيوية في السيارات، سواء كانت بمحركات تقليدية أو كهربائية. وتدخل هذه المعادن في صناعة المغناطيسات عالية الأداء، المحركات الكهربائية، أنظمة الملاحة، وحتى مستشعرات السلامة.

وفقاً لتقارير رويترز، توقفت سوزوكي عن إنتاج طراز سويفت في 26 مايو، ومن المتوقع استئناف الإنتاج بشكل جزئي في 13 يونيو، ما لم تستمر الأزمة أو تتفاقم.

أزمة تتوسع: الموردون الأوروبيون يدقون ناقوس الخطر

ليست سوزوكي وحدها المتأثرة، فقد ذكرت جمعية مورّدي السيارات الأوروبية CLEPA أن سلاسل التوريد “تعاني من اضطرابات كبيرة بالفعل” بسبب القيود الصينية، ما قد يؤثر على “الإنتاج ووظائف آلاف العاملين في الاتحاد الأوروبي”.

وبينما واجه بعض الموردين توقفاً تاماً في الإنتاج، أكدت شركات كبرى مثل مرسيدس وفولكس واجن أنها لم تتأثر حالياً، مع تعهد مرسيدس بالعمل على “تقليل الاعتماد على المعادن النادرة” في سياراتها مستقبلاً.

تحركات سياسية محدودة وحلول مؤقتة

في ظل غياب حل فوري، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ تناولت ملف المعادن النادرة والمغناطيسات ضمن سياق الصراع التجاري المستمر. ويُعتقد أن الصين تستخدم هذا الملف كورقة ضغط لإجبار واشنطن على تخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على بضائعها.