طبيب يواجه أمراض القلب بـ 80 طناً من الغذاء العضوي

كشف استشاري تخدير جراحة القلب ورئيس مركز البابطين السابق، الدكتور حامد العمران، عن تحول جذري في مسيرته المهنية من ممارسة الطب داخل غرف العمليات المغلقة إلى الاستثمار في الأمن الغذائي عبر الزراعة العضوية، مؤسساً مشروعاً إنتاجياً ضخماً يضخ 80 طناً سنوياً من الأغذية الخالية تماماً من الكيماويات، بهدف حماية المجتمع من الأمراض المزمنة التي تسببها الملوثات الغذائية، وتماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز جودة الحياة.

وأوضح العمران أن خبرته الطويلة التي امتدت لـ 13 عاماً في رئاسة مركز

جراحة القلب قادته لاكتشاف علاقة وثيقة وخطيرة بين الأغذية المشبعة بالمبيدات والجينات المهجنة وتزايد حالات الإصابة بأمراض القلب، مما دفعه لاتخاذ قرار التقاعد المبكر والتفرغ لإنتاج الغذاء ”النظيف“ حمايةً لنفسه ولأسرته ولأبناء مجتمعه.

وأكد الاستشاري السابق أن فلسفته المهنية تحولت من العناية بالمريض وهو تحت التخدير داخل غرفة العمليات، إلى العناية بالإنسان قبل أن يتحول إلى مريض، مشدداً على أن هذا التوجه الوقائي هو ما تطمح إليه المجتمعات الحديثة للابتعاد عن المسببات الكيميائية للأمراض قبل وقوعها.

وبيّن الدكتور العمران أن توجهه نحو الزراعة العضوية لم يكن يوماً بهدف الربح المادي المجرد، بل كان نابعاً من رسالة سامية تستهدف ”صحة الأبدان“ وحفظ الأمانة الجسدية، معتبراً أن الصحة لا تقدر بثمن ولا تتحقق إلا بغذاء آمن وسليم.
وشدد على أن المزرعة تعتمد معايير بيئية صارمة، حيث لا يتم استخدام أي مواد كيميائية لمكافحة الحشرات أو تسميد التربة، بل يتم الاعتماد على دورة إنتاجية متكاملة يُعاد فيها تدوير منتجات الأرض لتسميدها، مما يضمن خروج محاصيل من الخضار والفاكهة والتمور عضوية بنسبة 100%.

واستعرض العمران المكانة العالمية لمشروعه، مشيراً إلى أنها أول مزرعة تحصل على شهادة الاعتماد العضوي من شركة ألمانية متخصصة وتحافظ عليها منذ 10 سنوات متواصلة، لافتاً إلى أن المنتجات تحظى باعتراف في الاتحاد الأوروبي نظراً لدقة المعايير المطبقة.

وكشف عن إجراءات رقابية دقيقة تخضع لها المزرعة تشمل 4 تحاليل مخبرية سنوياً، تتضمن فحص التربة والمياه والتأكد من خلو المنتجات من متبقيات المبيدات والمعادن الثقيلة، لضمان أعلى درجات الموثوقية والسلامة للمستهلك.
ولفت إلى أن المشروع لا يكتفي بإنتاج الثمار، بل يتوسع ليشمل إنتاج البذور والأسمدة العضوية وتوزيعها على مدار العام، بالإضافة إلى تقديم الدعم والإسناد للمزارعين العضويين الآخرين والراغبين في التحول إلى هذا النمط الزراعي المستدام.
واختتم الدكتور العمران حديثه بتوجيه نصيحة طبية مباشرة لجميع أفراد المجتمع بضرورة اعتماد المنتجات العضوية أسلوب حياة، مؤكداً أن الجسد أمانة لا يمكن الحفاظ عليها إلا عبر الغذاء الآمن، وأن أي تكلفة مادية إضافية لا تذكر أمام قيمة الحفاظ على صحة الإنسان من الهدر والمرض.