تحذيرات وحقائق علمية.. تداعيات بركان إثيوبيا إقليميًا وعالميًا
أثار ثوران بركان إثيوبيا موجة واسعة من التساؤلات بشأن تأثيراته على المناخ الإقليمي والعالمي.
وبينما تسببت سحب الرماد في اضطرابات محلية وخسائر اقتصادية، أكد خبراء المناخ أن التأثير العالمي لهذا الثوران سيظل محدودًا.
ووفق تقارير BNO News، فإن بركان هايلي جوبي في منطقة عفار الإثيوبية، الذي كان خامدًا طوال أكثر من 10 آلاف عام، قذف سحابة من الرماد بارتفاع وصل إلى 13.7 كيلومتر، في ثوران غير معتاد لبركان من النوع الدرعي المعروف بثوراناته الهادئة.
السحابة بدأت رحلتها متجهة نحو اليمن وسلطنة عمان، قبل أن ترصدها الأقمار الصناعية فوق مناطق أبعد شرقًا.
تأثير محدود على مناخ الأرض
وقال أليكسي كوكورين، خبير المناخ في مؤسسة “الطبيعة والناس” لموقع BNO News، أن سحابة الرماد البركاني لن تؤثر بشكل ملموس على مناخ الأرض، موضحًا أنها لم تصل إلى طبقة الستراتوسفير، وهي الطبقة التي تتحكم بشكل أكبر في التغيرات المناخية الكبرى.
وأشار كوكورين إلى أن التأثير المتوقع لن يتجاوز 0.05 درجة مئوية انخفاضًا في متوسط حرارة الشتاء العالمي خلال موسم 2025 – 2026، وهو تأثير طفيف مقارنة بثورانات ضخمة مثل تلك التي حدثت عامي 1984 و1991.
4 فرضيات علمية
على عكس السلوك المعتاد للبراكين الدرعية، جاء هذا الثوران عنيفًا بشكل لافت، ويُرجح العلماء عدة أسباب:
– ارتفاع نسبة الغازات داخل الصهارة بعد تراكم طويل.
– تفاعل الصهارة مع مياه جوفية تسبب بتمدد هائل للبخار.
– اقتلاع مواد قديمة داخل القناة البركانية.
– تغيُر تركيب الصهارة وزيادة لزوجتها.
التداعيات المحلية للبركان
– رماد خانق وتهديد للمراعي
غطى الرماد العديد من القرى المحيطة، وتسبب في تدمير مساحات واسعة من المراعي، وتهديد مصادر المياه النظيفة بسبب تساقط الرماد في الآبار والصهاريج، تهيج الجهاز التنفسي لدى السكان، خصوصًا الأطفال وكبار السن.
وتسبب أيضًا في تعطل الآلات والمركبات بسبب الحبيبات الزجاجية الكاشطة الموجودة في الرماد.
اضطرابات في حركة الطيران
– ألغت الخطوط الجوية الهندية عددا من الرحلات.
– أعلنت باكستان تحذيرات جوية.
– حذرت شركات الطيران من عبور مناطق الرماد بسبب مخاطره على المحركات والنوافذ وأجهزة الاستشعار.
بركان على خط التصدع الإفريقي
يقع بركان هايلي غوبي داخل وادي الصدع الإفريقي، وهي منطقة تشهد انفصالًا بطيئًا للصفائح التكتونية، ما يؤدي إلى صعود الصهارة من الوشاح العميق وتكون براكين جديدة على مدى آلاف السنين.
وأكدت عالمة البراكين أريانا سولداتي أن الصفائح هناك تتباعد بمعدل يصل إلى 0.6 بوصة سنويًا، وهو معدل صغير بشريا لكنه بالغ الأثر جيولوجيًا.
هل كان البركان خامدًا حقًا؟
بحسب برنامج البراكين العالمي – مؤسسة سميثسونيان، فإن هذا هو أول ثوران موثق منذ العصر الهولوسيني، لكن الباحثين يعتقدون أن البركان ربما شهد نشاطًا غير مسجل لغياب المراقبة في المنطقة النائية.
ماذا يراقب العلماء الآن؟
يهتم الباحثون حاليا بالإجابة عن أسئلة عدة:
– هل لا يزال النظام البركاني يضخ صهارة جديدة؟
– ما كمية ثاني أكسيد الكبريت والرماد المنبعثة؟
– هل قد يتكرر الثوران قريبًا؟
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة



