”الفردوس“ تُطلق برنامجاً لتأهيل 16 مغسلاً ومغسلة لخدمة الجنائز بالقطيف

دشنت جمعية الفردوس لإكرام الموتى بمحافظة القطيف، بشراكة استراتيجية مع جمعية تاروت الخيرية، برنامجاً تأهيلياً تخصصياً يهدف إلى ضخ دماء جديدة من الكوادر الوطنية الشابة في منظومة العمل بمغاسل الموتى، وفق أعلى المعايير الشرعية والصحية.

وقاد هذا التدريب الذي يمتد لثلاثة أيام، المدرب الخبير عبدالله العقيلي، واضعاً بين أيدي المتدربين عصارة خبرة ميدانية في هذا المجال الإنساني الدقيق تمتد لأكثر من ربع قرن، وتحديداً منذ عام 1420 هـ .

وشهد البرنامج انخراط 16 متدرباً ومتدربة من أبناء المحافظة، في خطوة تعكس وعياً مجتمعياً متنامياً ورغبة جادة في تجاوز حواجز الخوف النفسية الطبيعية، للانخراط في هذه الشعيرة العظيمة طلباً للأجر والمساهمة في خدمة المجتمع.

إعداد النفسي وتطبيق الفني

وركزت المنهجية العلمية للدورة، في مستهلها، على الجانب النفسي والسلوكي، حيث عمل المدرب على تهيئة المشاركين لكسر «حاجز الرهبة» من التعامل المباشر مع الجثامين، وتحويل مشاعر الخوف إلى طاقة إيمانية وخدمة إنسانية راقية تستشعر عظمة الموقف.
وانتقل البرنامج من الإعداد النفسي إلى التطبيق الفني والشرعي، مستعرضاً بدقة متناهية الأحكام الفقهية الواجبة والمستحبة في التغسيل، مع التنبيه المشدد على المحظورات والمكروهات لضمان صيانة كرامة الميت وحرمته الجسدية.

وتضمن الشق العملي ورشاً تطبيقية مكثفة حول أساليب تفصيل الأكفان، حيث تم تدريب المشاركين على المزاوجة بين الطرق التقليدية والأساليب الحديثة، لتمكينهم من إتقان مهارات الستر الشرعي الكامل للجثمان بكفاءة وسرعة.
من جهته، عدّ رئيس جمعية الفردوس، حافظ الفرج، هذا التعاون مع «خيرية تاروت» تأسيساً لمرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظم، الذي يهدف لتوحيد المعايير الصحية والشرعية، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة في مغاسل الموتى بالمنطقة.
وأكد «الفرج» أن الهدف الاستراتيجي يتجاوز مجرد التدريب الآني، ليصل إلى صناعة «جيل رديف» من الشباب المؤهل لضمان استدامة هذه الخدمة الجليلة، وسد أي احتياج مستقبلي بكوادر وطنية محترفة ومأمونة ومدركة لحجم الأمانة.