اليونسكو في الأحساء.. 46 متطوعاً دولياً ومحلياً يُحيون قنوات الري التاريخية

أطلقت هيئة التراث في واحة الأحساء صافرة البداية لمبادرة «الأحساء تستاهل»، التي اختارها مركز التراث العالمي في اليونسكو لتكون جزءاً من حملة «متطوعي التراث العالمي 2025»، بمشاركة واسعة من متطوعين دوليين ومحليين يهدفون لصون المشهد الثقافي لأكبر واحة نخيل في العالم.

وتستقطب المبادرة التي تُقام تحت شعار «العمل من أجل المستقبل»، أكثر من 46 متطوعاً ومتطوعة، بينهم 10 مشاركين دوليين جاؤوا من الولايات المتحدة ومصر والأردن والمغرب وإثيوبيا، ليعملوا جنباً إلى جنب مع أقرانهم السعوديين في مهمة وطنية وإنسانية.

وتتمحور المهمة الأساسية للفريق التطوعي حول تنظيف قنوات الري التقليدية التي تشكل شريان الحياة للواحة، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على قيمتها العالمية الاستثنائية، وتعزيز الوعي بأهمية هذا النظام المائي العريق وتأثيره التاريخي على المجتمع الأحسائي.

حماية الموروث المائي

وأوضح مدير فرع هيئة التراث بالأحساء محمد المطرودي لـ «اليوم» أن المبادرة تحظى بدعم مباشر من محافظ الأحساء الأمير سعود بن طلال بن بدر، وهو ما انعكس إيجاباً على زخم المشاركة والرغبة في حماية الموروث المائي الذي تشتهر به المنطقة.
وبين المطرودي أن العمل لا يقتصر على الجهد الميداني الشاق، بل يرافقه برنامج علمي نوعي في قصر إبراهيم التاريخي، يتضمن محاضرات وورش عمل يقدمها نخبة من المختصين لربط المتطوعين بالتاريخ الشفوي والمعارف التقليدية للواحة.
وتتضافر جهود عدة جهات لإنجاح هذا المحفل العالمي، بمشاركة المؤسسة العامة للري وأمانة وهيئة تطوير الأحساء، وجامعة الملك فيصل، والمركز الوطني للنخيل والتمور، والجهات الأمنية والصحية، في منظومة عمل تكاملية.

وفي مشهد يعكس تلاقح الثقافات، عبرت الطالبة الأردنية زينة الفانك عن اعتزازها بمساندة المزارعين في تحسين البيئة الزراعية، بينما أكدت المهندسة التونسية ميساء أن التجربة منحتها فرصة نادرة للتعرف ميدانياً على تقنيات الري التراثية.

إرث عالمي

من جهته، أبدى أستاذ التاريخ الدكتور خالد لوقيد سعادته بالغوص في تفاصيل إدارة المياه قديماً، واصفاً تراث الأحساء بأنه إرث عالمي يستحق العناء، فيما أشارت الطالبة المصرية سهيلة السعداوي إلى أن شغفها بمعرفة معايير اليونسكو هو ما قادها لهذه المشاركة.
واختتمت الطالبة السعودية أشجان الطريف مشاعر المشاركين بالتأكيد على الفخر بتمثيل المملكة والمساهمة في تنظيف واحة بلادها، موجهة الشكر لهيئة التراث على إتاحة هذه الفرصة التطوعية.

وكشفت الهيئة أن ختام المبادرة سيتوج بمعرض خاص في 28 نوفمبر، سيكون من إعداد وتجهيز المتطوعين أنفسهم، لاستعراض مخرجات عملهم وتوثيقاتهم الميدانية أمام أهالي الأحساء وزوارها.